تفاصيل المنشور
- ك. الشبهة - د. سكوت سراج الحق كوجل
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 19 مشاهدة
تفاصيل المنشور
هل يقول القرآن أن المثلية الجنسية غير طبيعية؟ لا. استخدام كلمات مثل “طبيعي” و”غير طبيعي” لوصف الجنس هو أمرٌ بدأه المسيحيون الأوروبيون. وعندما يستخدم مسلمو اليوم هذه الحجة للقول إن المثلية الجنسية منافية للإسلام، فإنهم في الواقع يستعيرون أفكارًا من المسيحيين الأوروبيين. إن استنتاج أن المثلية الجنسية “غير طبيعية” لا يستند إلى أي شيء في القرآن. مرة أخرى، كلمة “المثلية الجنسية” لم تُستخدم قط، وليست موجودة في القرآن!
ك. الشبهة
د. سكوت سراج الحق كوجل
هل يقول القرآن أن المثلية الجنسية غير طبيعية؟ لا. استخدام كلمات مثل “طبيعي” و”غير طبيعي” لوصف الجنس هو أمرٌ بدأه المسيحيون الأوروبيون. وعندما يستخدم مسلمو اليوم هذه الحجة للقول إن المثلية الجنسية منافية للإسلام، فإنهم في الواقع يستعيرون أفكارًا من المسيحيين الأوروبيين. إن استنتاج أن المثلية الجنسية “غير طبيعية” لا يستند إلى أي شيء في القرآن. مرة أخرى، كلمة “المثلية الجنسية” لم تُستخدم قط، وليست موجودة في القرآن!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهَّرين مصابيح الظلام، وهُداة الأنام.
هذه شبهة يُراد بها نقض الحكم الشرعي في الفعل المسمّى اليوم بـ (المثلية الجنسية)، وقد بُنيت على ثلاثة أركان:
1 – إنكار ورود اللفظ في القرآن الكريم.
2 – إنكار التحريم بزعم التأثر بالمسيحية.
3 – إنكار مخالفته للفطرة.
وهي من شُبه التأويل الثقافي التي تُلبّس على العوام، ويُراد بها شرعنة الفاحشة وتبديل معالم الشريعة.
لكنّ هذه الدعوى، عند التحقيق العلمي، تفتقد إلى الأساس القرآني والفقهي، بل هي مجرّد خلط بين المصطلحات الحديثة والألفاظ الشرعية، وبين المفاهيم الدخيلة والحقائق الأصيلة في الشريعة.
إنّ القرآن الكريم وإن لم يستخدم لفظ المثلية الجنسية، كما هو متداول اليوم، إلا أنّه تناول ذات المضمون بالفعل الصريح والوصف الدقيق والتقريع الشديد.
ففي معرض ذمّه لأفعال قوم لوط (عليه السلام)، حكى القرآن الكريم على لسانه قوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء:165-166]، وقال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:80]
فما الذي وصفه القرآن بالفاحشة؟
وما الذي عدّه خروجًا عن سُنن الخلق الأولى؟
إنّه ذات الفعل الذي يُسمّى اليوم بـ”المثلية”، وهو إتيان الرجال شهوةً من دون النساء، وقد بيّن القرآن أنه لم يُسبق إليه أحد، في إشارة إلى أنّه منكر جديد شاذّ لم تسر عليه البشرية في فطرتها الأولى.
وعليه، فالفعل في منظور القرآن الكريم:
1 – فاحشةٌ عظيمة.
2 – شذوذٌ عمّا خُلق للإنسان من أزواج.
3 – اعتداءٌ على نظام الفطرة.
4 – إسرافٌ في الانحراف.
وقد دلت السنّة الشريفة على ما دلّ عليه ظاهر الكتاب، بل جاءت في بيان حرمة هذا الفعل الشنيع بأوضح البيان، وصرّحت بكبْره وعِظَم جرمه، وبيّنت الحدّ الشرعي المترتّب عليه، ولم تترك فيه مجالًا للمداهنة أو التردد.. فكلّ ذلك شاهدٌ بيّنٌ على أنّ الإسلام لم يسكت عن هذا الفعل القبيح، بل حرّمه تحريمًا قطعيًّا، وعدّه من موجبات الهلاك، لما فيه من نقضٍ للفطرة، وإفسادٍ للمجتمع، وإهلاكٍ للنسل، وانحرافٍ عن مقصود الخلقة وغاية الابتلاء.
أما وصف المثلية بكونها (غير طبيعية)، فليس هو استعارة من الغرب كما زعموا، بل هو توصيف دقيق لمضمون قرآني واضح، عبّرت عنه آيات الذكر الحكيم ببيانٍ محكمٍ قاطع، تُدين الفعل من جهة كونه فاحشة، ومن جهة كونه شذوذًا لم تعرفه البشرية قبل قوم لوط (عليه السلام).
وبذلك نُدرك خطأ من يدّعي أنّ الإسلام لا يُدين هذا الفعل لأنّه لم يستخدم لفظ (المثلية)، فإن الألفاظ لا تُحدد الأحكام، وإنما تُستقى من مضمون الفعل وأثره وما يقتضيه في قواعد الشريعة وأصولها.
والخلاصة، الفعل المسمّى اليوم بـ (المثلية الجنسية) محرّم بنصّ الكتاب والسنّة، ومخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولا ينفعه التستر بمصطلحات الحداثة ولا التبرير بالثقافات الدخيلة.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.