السائل
سيد عباس الموسوي
السائل
سيد عباس الموسوي
السلام عليكم، قرأت في القرآن الكريم قوله تعالى: {اطيعوا الله ورسوله} ووجدت انها تكررت في غير ما موضع منه، كقوله تعالى:{اطيعوا الله واطيعوا الرسول} فما هي حدود طاعة النبي (ص) وهل ان حدود طاعة الائمة المعصومين (ع) هي نفس حدود طاعة النبي (ص)؟
الأخ السيد عباس المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت عادة الباحثين والكاتبين حول مسألة ولاية أمير المؤمنين عليه السلام عند التعرض لقوله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » (النساء: 59). البحث حول حدود إطاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), واُولي الأمر, هذا بعد التسليم بان المراد من اولي الامر هم أئمة اهل البيت (عليهم السلام), لأن إطلاق وجوب الإطاعة لا يصحّ إلاّ إذا كان المطاع معصوماً، لأنه لا يصحّ فرض طاعة الشخص الذي يرتكب الخطأ والإشتباه في أحكامه.
ففي الآية الشريفة يخاطب الله تعالى جميع المؤمنين في جميع أقطار العالم وفي جميع الأزمنة والأعصار إلى يوم القيامة بتقديم الطاعة المطلقة لثلاثة من الأولياء : إطاعة الله تعالى، وإطاعة رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإطاعة اُولي الأمر.
ومما لا شك فيه ولا شبهة تعتريه أن إطاعة الله واجبة مطلقاً, غير مقيدة بمكان وزمان معينين وغيرهما, فكذلك اطاعة رسوله واطاعة اولي الأمر, إذ لا قيد في البين ولا شرط يدلل على محدودية اطاعتهما بمكان وزمان معينين, وهو مستفاد من ظاهر قوله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » (النساء: 59).
“إنّ الأمر بالطاعة المطلقة لـ «اولي الأمر» إلى جانب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله دليل على أنّ «اولي الأمر» تشمل الذين هم في منزلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أي أوصياؤه المعصومون، لأنّه من المتعذر الطاعة المطلقة لغير المعصومين عليهم السلام… وفي الواقع أنّ «اولي الأمر» هنا تفيد الجمع وتشمل جميع الأئمّة المعصومين، وإن كان في كل زمان إمام ومعصوم واحد، إلّا أنّهم سيكونون جمعاً في النهاية… يروي صاحب كتاب «ينابيع المودة» الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه عن كتاب «المناقب» عن سليم بن قيس الهلالي : إنّ رجلًا جاء إلى علي عليه السلام وسأله : أرني أدنى ما يكون العبد مؤمناً، وأدنى ما يكون به العبد كافراً، وأدنى ما يكون به العبد ضالًا؟ فقال له عليه السلام: «قد سألت فافهم الجواب ……. وأمّا أدنى ما يكون العبد به ضالًا أن لا يعرف حجّة اللَّه تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر اللَّه عزّ وجلّ عباده بطاعته وفرض ولايته»، قلت: ياأمير المؤمنين صفهم لي؟
قال: «الذين قرنهم اللَّه تعالى بنفسه ونبيه فقال: {يَاأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمرِ مِنْكُمْ}» (ينابيع المودة، ص 116).
إنّ هذه الرواية شاهد على أنّ اولي الأمر حجج اللَّه ووكلاؤه.
ووردت عشرات الروايات في تفسير البرهان عن مصادر أهل البيت عليهم السلام في ذيل الآية كلها تقول: إنّ الآية المذكورة نزلت بحق علي عليه السلام أو بحقه وسائر أئمّة أهل البيت عليهم السلام، بل وفي بعض هذه الروايات جاءت اسماء الأئمّة الاثني عشر واحداً واحداً (تفسير البرهان، ج 1، ص 381- 387).[راجع: نفحات القرآن: ج9 , ص163- 165].
ودمتم سالمين