مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

هل الإمام المهدي أفضل الأئمة لأنّه صاحب المعجزة الكبرى ؟!

تفاصيل المنشور

السؤال

هل يعتبر الإمام المهدي ( عج ) أفضل الأئمة المعصومين كونه صاحب المعجزة الأكبر ؟!

السائل

خالد جعفر العتابي

تفاصيل المنشور

السؤال

هل يعتبر الإمام المهدي ( عج ) أفضل الأئمة المعصومين كونه صاحب المعجزة الأكبر ؟!

الأخ خالد المحترم ، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لقد ثبت في مروياتنا فضل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على بقية الأئمة حتّى الحسن والحسين (عليهما السلام).

فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما ) ( قرب الإسناد للحميري : 11، الخصال للصدوق : 551، شرح الأخبار للقاضي النعمان 1: 143)

وجاء عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قوله : ( علي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله ) ( الكافي للكليني 1: 229).

كما ثبت فضل الحسنين (عليهما السلام) على الأئمة من دونهم .

جاء عن الإمام الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله : ( الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي ، وبعد أبيهما ).( عيون أخبار الرضا ع للصدوق 2: 67)

ثمَّ يأتي بعدهما في الفضل الإمام المهدي ( عليه السلام ) .

جاء حديث عن الإمام الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال في آخره : تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم ، وهو أفضلهم ( الغيبة للنعماني : 73، بحار الأنوار 25: 363)

فهذه هي عقيدتنا في أفضلية الأئمة ( عليهم السلام ) بعضهم على بعض ، وهو ما أثبته علمائنا في كتبهم .

قال أبو الفتح الكراجكي – من علماء الشيعة الكبار في القرن الخامس الهجري توفي سنة 449 هـ – في كتابه ” كنز الفوائد ” وهو يتحدث عن عقائد الإمامية : (( ويجب أن يعتقد أنّ أفضل الأئمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام … وأنّ أفضل الأئمة بعد أمير المؤمنين ولده الحسن ثم الحسين وأفضل الباقين بعد الحسين إمام الزمان المهدي صلى الله عليه وآله ثم بقية الأئمة بعده على ما جاء به الأثر وثبت في النظر )) ( كنز الفوائد : 113)

أمّا قولكم اعتبار الأفضلية للإمام المهدي ( عليه السلام ) بلحاظ كونه صاحب المعجزة الأكبر ، فلم نعرف مقصودكم بالمعجزة الكبرى ما هو .. هل تقصدون كونه سيقيم دولة العدل الإلهية الكبرى وهذه تعدّ معجزة كبرى وهي مناط الأفضلية ؟

فجوابه : التفاضل بين الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) أمره بيد الله ، فهو أعرف بأفضلية بعضهم على بعض ، فهو القائل سبحانه : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } البقرة : 253. ومن هنا ليس علينا في باب تحديد أفضلية نبي أو إمام معصوم على غيره من الأنبياء أو الأئمة سوى الإذعان للنصوص الشرعية في هذا الجانب ، أمّا بقية الناس – غير الأنبياء والأئمة المعصومين – فالتفاضل بينهم يعود للضوابط الشرعية – كالتقوى والعلم – ، والاخلاقية العقلائية – كالكرم والخصال الحميدة – .

ودمتم سالمين