مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

هل اعترف علماء أهل السنّة بدلالة حديث الغدير على ولاية الأمر؟

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم.. هل يوجد من علماء أهل السنّة ممّن اعترف بدلالة حديث الغدير على ولاية الأمر، ولكم جزيل الشكر؟

السائل

حسين الصالح

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم.. هل يوجد من علماء أهل السنّة ممّن اعترف بدلالة حديث الغدير على ولاية الأمر، ولكم جزيل الشكر؟

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

هناك الكثير من علماء أهل السنّة ممّن اعترف بدلالة قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمام عشرات الألوف من الصحابة في يوم غدير خمّ: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) على ولاية الأمر، وآخرهم كان الشيخ محمّد بن صالح العثيمين – أحد علماء السلفية المعاصرين -.

وقبل التعرّض إلى ذكر قوله في هذا الجانب نشير إلى أنّ المقطع المتقدّم من حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في يوم الغدير يعدّ من المتواتر اللفظي، نصّ على ذلك:

 -السيوطي في “قطف الأزهار”. (قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة: 227)

– الذهبي في “سير أعلام النبلاء”. (سير أعلام النبلاء 8: 335)

-الكتاني في “نظم المتناثر “. (نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 206)

-الزبيدي في “لقط اللالئ المتناثرة”. (لقط اللالئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة: 205)

-الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة”(سلسلة الأحاديث الصحيحة 4: 343)، وغيرهم كثير …

أمّا ما أفاده الشيخ العثيمين فقد جاء في كتاب ” مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين “: ((سئل فضيلة الشيخ: عن الانسان إذا خاطب ملكا (يا مولاي)؟

فقال (بعد أن بيّن القسم الأوّل من الولاية): القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله، ولها في اللغة معان كثيرة منها: الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، قال الله تعالى: (وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعليّ مولاه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنّما الولاء لمن أعتق))). انتهى (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3: 126، 127)

وهو بيان واضح منه على نحو اللف والنشر المرتّب، بأنّ المراد من المولى في حديث الغدير هو المتولي للأمور.

ومن علماء أهل السنّة ممّن اعترف بدلالة حديث الغدير على ولاية الأمر وكذلك اعترافه بانحراف بعض الأصحاب عن الحديث المذكور حبّا في الدنيا والتنافس فيها (وهو الأمر الذي حذّرهم منه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم كما في صحيحي البخاري ومسلم بأنّه لا يخاف على أصحابه الشرك من بعده لكنّه يخاف عليهم التنافس في الدنيا)، ما ذكره الإمام الغزالي في هذا الجانب:

 قال في كتابه “سرّ العالمين”: ((لكن أسفرت الحجّة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث، من خطبته في يوم غدير خم، باتّفاق الجميع، وهو يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه. فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار؛ سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأوّل، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً)). انتهى (مجموعة رسائل الإمام الغزالي، كتاب سرّ العالمين: 483)

ودمتم سالمين