تفاصيل المنشور
- المستشكل - عبدالله الشيباني
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 13 مشاهدة
تفاصيل المنشور
هل أمرَنا الله بالتشيعّ لعليّ؟ أين الآية القرآنية؟ فكيف نؤمن بمن لم ينصبهم الله، وهم الاثنا عشر؟
المستشكل
عبدالله الشيباني
هل أمرَنا الله بالتشيعّ لعليّ؟ أين الآية القرآنية؟ فكيف نؤمن بمن لم ينصبهم الله، وهم الاثنا عشر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن المطالبة بالدليل القرآني بعيدًا عن الأحاديث النبوية، أمرٌ لا يمكن التسليم به؛ لأنّ الحجة الشرعية الملزمة للمؤمن هي ما جاء في القرآن والسنة، ومن يكفر بالسنة النبوية لا نناقشه في الإمامة، وإنما نناقشه في النبوة، فمن لا يسلِّم بحجية قول النبي وفعله وتقريره لا يمكن أن يسلّم بحجيّةٍ للإمام.
وعليه، لا بد من الاستدلال بالآيات القرآنية بضميمة الروايات النبوية المفسرة لها، سواء كان تفسيرًا مباشرًا أو غير مباشر، والتعنُّت في عدم قبول هذا المنهج سببُه وفرة الأدلة القطعية من السنة النبوية التي تثبت إمامة عليّ (عليه السلام) وإمامة ولده المعصومين من بعده.
ومثالٌ على علاقة القرآن بالأحاديث في ما يخص إمامة الإمام علي (عليه السلام) قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:55]، فهذه الآية تتحدث عن الولاية، والولاية تعني من له حق التصرف، ولم تكتفِ الآية في جعل هذا الحق خاصًّا بالله والرسول، وإنما جعلته أيضًا حقًّا لمن أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، ولمعرفة الشخص المقصود لا بد من الرجوع إلى الروايات التي فسرت ذلك، وحينها سوف نكتشف أن الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع هو الإمام علي (عليه السلام) وبذلك نثبت الولاية له بعد ولاية الله ورسوله.
وكذلك الحال في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء:59] حيث نجد الآية جعلت حق الطاعة لله وللرسول وأولي الأمر، مما يعني أن الطاعة لا يمكن حصرها في الله والرسول فقط كما يزعم أهل السنة، وإنما هناك محورٌ ثالث يجب على الأمة طاعته، وهم ولاة الأمر، وبالتدبُّر في الآية نكتشف أن الآية جعلت معيارًا خاصًّا لمعرفة المقصود بأولي الأمر، وهو (العصمة) لكون الآية عطفت طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول، وبما أن طاعة الرسول مطلقة فلا بد أنْ تكون طاعة أولي الأمر أيضًا مطلقة، فيثبت بذلك عصمتهم؛ لأن من يوجب الله طاعته على سبيل الجزم والحتم لا بد أن يكون معصومًا، وإلا يكون الله قد أمرنا بالاقتداء بمن تصدُر منه الأخطاء والمعاصي، وهذا محال، وإذا اتضح هذا الأمر يمكن الرجوع للآيات والروايات لمعرفة من يمكن أنْ يكون معصومًا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحينها لا نجد غير أهل البيت (عليهم السلام) سواء كان بدلالة آية التطهير في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33] التي فسرتها الروايات في أهل الكساء، أو بدلالة حديث الثقلين (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، فعدم افتراق أهل البيت عن القرآن يؤكد عصمتهم.
وهكذا الحال في بقية الآيات الدالة على إمامة الإمام علي (عليه السلام) مثل آية البلاغ وغيرها من الآيات التي لا بد من الرجوع للروايات والأحاديث النبوية لمعرفة تفسيرها.
ودمتم سالمين.