تفاصيل المنشور
- المستشكل - Mert qats
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 17 مشاهدة
تفاصيل المنشور
إذا كان الرب قادرا على ان يفعل كل شيء بمجرد ان يريد ذلك فان هذا معناه ان الرب كسول يحاول ان يخلق ما يريد بأقل ما يمكن من الجهد ليجعل الكون مليئا بالحياة، وان مثل هذا الاله لا شيء على الاطلاق.
المستشكل
Mert qats
إذا كان الرب قادرا على ان يفعل كل شيء بمجرد ان يريد ذلك فان هذا معناه ان الرب كسول يحاول ان يخلق ما يريد بأقل ما يمكن من الجهد ليجعل الكون مليئا بالحياة، وان مثل هذا الاله لا شيء على الاطلاق.
أولاً – إذا كان معنى الكسل – بحسب فهم الملحد – هو سرعة إنجاز المهام وبأقل ما يمكن من الجهد، فماذا نسمي من يعتريه النفور من المجهود أو بذل الشغل على الرغم من وجود القدرة البدنية عليه؟!
فهل اختلطت عليك المفاهيم، أم أنك تكتب لأجل الكتابة لا غير؟!
فالكسل في قواميس اللغة العربية يعني التثاقل عن الشيء والقعود عن إتمامه أو عنه، وهذا المعنى يتنافى مع قولك: (الرب كسول يحاول ان يخلق ما يريد بأقل ما يمكن من الجهد)، بل هو يوحي بعكس ذلك تماما، وهو أن الرب الذي تتحدث عنه هو صاحب قدرة عظيمة لا يمتنع عليها شيء! فسرعة الانجاز تدل على القدرة الكبيرة وليس على الكسل، ولم نسمع عن عالم من علماء الغرب فضلا عن الشرق يقرر أن الكسول هو من ينجز مهامه بوقت وجيز وجهد قليل.
ثانياً – لابد في الاستدلال من توفر أمرين ضروريين: الأول: مقدمات متفق عليها بين الطرفين. الثاني: الربط العقلي والمنطقي بين المقدمات والنتائج التي يتم التوصل إليها.
فقولك (إذا كان الرب قادرا على ان يفعل كل شيء بمجرد ان يريد ذلك…) استدلال غير صحيح، لافتقاره إلى وجود رابط عقلي ومنطقي بين المقدمة والنتيجة، فسرعة أنجاز المهام إنما تدل على القدرة والاقتدار لا على الكسل والتكاسل.
وأما استنتاجك في قولك: (فان هذا معناه ان الرب كسول يحاول ان يخلق ما يريد…) فهو نتيجة ليس لها ربط بالمقدمة، الأمر الذي يضحك عليك منه كل عاقل، إذ لا ربط بين الكسل وسرعة الخلق، وهو شبيه بقول: فلان شاعر لأن جسده قوي، فإنه لا يوجد ربط بين الشعر وقوة الجسد.
ثالثاً: الكسل والتكاسل من صفات النفس الإنسانية، والإله الذي تحصل عنده هذه الحالات ليس إلها، بل هو إلى الإنسان أقرب وبه أشبه، وليس للملحد أن يعترض علينا بإله يُشبّهه بالإنسان وحالاته، ويصفه بصفاته ثم يحاكمنا عليه، فنحن نتفق مع الملحد في أن هكذا إله لا شيء على الإطلاق، بل نحن أشد كفرا به منه، لأن الإله الذي نؤمن به منزه عن التشبيه، ولا يقاس بخلقه.