مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

من هو إمام الناس في الآية {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}؟

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جاء في كتاب الله الكريم قوله الله عزّ وجل: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}، فسر بعض العلماء كلمة (إمامهم) بكتب أعمالهم، وبعضهم كابن كثير وغيره فسرها بـ (نبيهم)، وفسرها آخرون بالكتاب الذي أنزل على نبيهم، فمن هو إمام الناس في الآية وما هو التفسير الأصح؟

المستشكل

مسلم أبو مصطفى

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جاء في كتاب الله الكريم قوله الله عزّ وجل: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}، فسر بعض العلماء كلمة (إمامهم) بكتب أعمالهم، وبعضهم كابن كثير وغيره فسرها بـ (نبيهم)، وفسرها آخرون بالكتاب الذي أنزل على نبيهم، فمن هو إمام الناس في الآية وما هو التفسير الأصح؟

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
نقل بعض المفسرين من أهل السنة تفسير هذه الآية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن المراد بها هو إمام الزمان.
روى السيوطي في تفسيره “الدر المنثور”، قال: ((أخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال رسول الله (ص) يوم ندعو كل أناس بإمامهم قال يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيهم)) [الدر المنثور، ج4، ص194].
وهذا هو المروي أيضا عن ابن عباس، كما ينقل ذلك البغوي في تفسيره للآية الكريمة، قال: ((وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: بإمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إلى ضلالة أو هدى؛ قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}، وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ})) [تفسير البغوي، ج3، ص126].
وهذا التفسير هو الموافق للدلالة المطابقية للألفاظ والموافق لما دلت عليه الروايات المتظافرة عند الفريقين، فمنها ما ورد في صحيح مسلم: ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) [صحيح مسلم، ج6، ص22]، وما ورد في مسند أحمد: ((من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية)) [مسند أحمد، ج4، ص96].
وقد صرح الأيجي من تواتر وجود إمام لكل زمان، جاء في ” المواقف”: ((تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة رسول الله (ص) على امتناع خلو الوقت عن إمام)) [المواقف، ج3، ص575].
وجاء في” الفصل بين الملل والنحل” لابن حزم: ((أنّ رسول الله (ص) نصّ على وجوب الإمامة، وأنّه لا يحلّ بقاء ليلة دون بيعة)) [الفصل بين الملل والنحل، ج4، ص84].
ويتضح مما تقدم، أن وجود إمام لكل زمان هو أمر مقطوع به وثابت من أحاديث رسول الله (ص) ، وبهذا المعنى أيضا، أي من تفسير الآية بإمام الزمان، جاءت الروايات عن أئمة العترة الطاهرة (عليهم السلام)، فقد روى البرقي في “المحاسن” بسنده عن يعقوب بن شعيب، قال: ((قلت لأبي عبد الله عليه السلام، {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}، فقال: ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه، وعلي عليه السلام في قرنه، والحسن عليه السلام في قرنه، والحسين عليه السلام في قرنه، وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ – قال: نعم)) [المحاسن، ج1، ص143].
وجاء في “الكافي” في باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان، إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار، بسنده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((لما نزلت هذه الآية: {يوم ندعوا كل اناس بإمامهم}، قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيكذَبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء)) [الكافي، ج1، ص215].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.