تفاصيل المنشور
- المستشكل - راغب حميد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 20 مشاهدة
تفاصيل المنشور
ثبت ان اسلام علي بن ابي طالب متأخر ولم يكن من اوائل الذين اسلموا، هذا أولاً. وثانياً قولكم أن عليا أول من أسلم وآمن يدل على أنه كان قبل ذلك كافرا مشركا.
المستشكل
راغب حميد
ثبت ان اسلام علي بن ابي طالب متأخر ولم يكن من اوائل الذين اسلموا، هذا أولاً. وثانياً قولكم أن عليا أول من أسلم وآمن يدل على أنه كان قبل ذلك كافرا مشركا.
الأخ راغب المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما أولاً: فكلامك هذا مجرد دعوى بلا دليل تنفيها تصريحات نفس علمائكم بأنّ الثابت بل المجمع عليه بين الفريقين أنّ أوّل الناس إيماناً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فدونك كتب التاريخ والحديث لأهل السنة، فانك لاتجد واحداً منهم إلاّ ويقول بُعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء وصلى معه إلى القبلتين، وها هو ابن الأثير في اُسد الغابة يقول: ((أن عليّاً أول الناس إسلاماً في قول كثير من العلماء)). [اسد الغابة، ج4، ص16، ثم ذكر أدلة اسلامه في ص18].
وجاء عن بريدة الاسلمي، قوله: ((أوحي إلى رسول الله (ص) يوم الإثنين وصلى عليّ يوم الثلاثاء)) [اخرجه الحاكم في المستدرك، ج3، ص 112، وصححه وأقرّه الذهبي].
وعن عبد الله ابن عباس قال: ((كان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنهما)) [الاستيعاب، ج3، ص28، وقال ابن عبد البر: قال أبو عمرو رضي الله عنه: هذا اسناد لا مطعن فيه لصحته وثقة نقلته، وصححه الزرقاني في شرح المواهب، ج1، ص242].
والقائلون بذلك جملة من الصحابة والتابعين، وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) بعضهم، فقال: «وروي عن سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وخباب، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن الأرقم: أنّ علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أولّ من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره» [الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج3، ص1090].
وقال الحاكم النيسابوري صاحب «المستدرك» على الصحيحين في كتاب “معرفة علوم الحديث”: ((ولا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أوّلهم)) [معرفة علوم الحديث، ص22].
وأما ثانياً: إنَّ المراد من إسلامه وإيمانه وأوَّليَّته فيهما وسبقه إلي النبيِّ في الإسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل (عليه السلام): {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:163]، وفيما قال سبحانه عنه: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:131]، وفيما قال سبحانه عن موسى (عليه السلام): {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143]، وفيما قال تعالى عن نبيِّه الاعظم: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة:285]، وفيما قال: (قل إنّي اُمرت أن أكون أوَّل من أسلم)، وفي قوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} [الأنعام:14]، فلا يلزم من القول بأن عليّاً (عليه السلام) أوّل من أسلم وأوّل من آمن أنه كان قبل ذلك على الكفر والشرك، كما أكد المقريزي هذا المعنى بقوله: ((وأما عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، فلم يُشرك باللَّه قط… فلم يحتج عليّ رضي اللَّه عنه أن يُدعى، ولا كان مشركاً حتى يُوحّد فيُقال أسلم)) [امتاع الأسماع، ج1، ص33-34].
ودمتم سالمين