لماذا ينهي العلماء فتواهم بقول : والله أعلم ؟!

الأخر منير المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى على كلّ أحد أنّ دور الفقيه هو استنباط الحكم الشرعي من أدلته التفصيلية كالكتاب الكريم، والسنّة الشريفة ونحوها.

وهذا الاستنباط إنّما يكون للحكم الظاهري ، وهو الحكم الذي يُستنبط من الأدلة – كظواهر الكتاب الكريم وأخبار الآحاد ونحوها – في ظرف الجهل بالحكم الواقعي ، وقد جعل الشارع الحجيّة للمجتهد وللحكم الظاهري الذي يستنبطه من الأدلة بوجوه وحجج كثيرة ذكرها العلماء في موسوعاتهم الأصولية ، لا يسع المجال لذكرها هنا ، والحكم المذكور هو حكم ظنّي لكنه معتبر الحجيّة – بجعل الشارع – ومبرء للذمّة ويجزي المكلّف في العمل به أمام الله عزّ وجل وإن كان – الفقيه – لا يعلم بمطابقته للواقع يقيناً ؛ لأنّ الواقع لا يعلم به إلّا الله سبحانه ومن منحه هذا العلم من نبي أو إمام معصوم ، لهذا يردف الفقيه فتواه بقوله : والله أعلم ، أي يريد أنّ يقول بأنَّ الحكم الواقعي يقيناً في هذه المسألة لا يعلم به إلّا الله سبحانه ومن منحه هذا العلم من نبي أو إمام معصوم ، وأمّا أنا فقد بذلت وسعي في استنباط هذا الحكم الشرعي الذي أرجو أن يكون هو حكم الله الواقعي في المسألة .

ودمتم سالمين