تفاصيل المنشور
- المستشكل - محمد حسين
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 17 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم .. أجد أخواننا أهل السنّة حين يصلّون على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم يقولون هكذا : صلى الله عليه وسلّم ، من دون ذكر الآل ، فهل هذه الصلاة صحيحة منهم ؟!
المستشكل
محمد حسين
السلام عليكم .. أجد أخواننا أهل السنّة حين يصلّون على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم يقولون هكذا : صلى الله عليه وسلّم ، من دون ذكر الآل ، فهل هذه الصلاة صحيحة منهم ؟!
الأخ محمد حسين .. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
عندما نزل قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } الأحزاب : 56 ، أقبل الصحابة يسـألون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم عن كيفية الصلاة عليه فقالوا له – كما في صحيح البخاري وغيره – : يا رسول الله أمّا السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة قال : قولوا اللهم صلَّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. (صحيح البخاري 6: 27 ، باب قوله إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما )
وقد تواتر النقل لهذه الكيفية في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم ) عن اثنتي عشر صحابيا يرويها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمحدّثون في كتبهم ، منهم : أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وزيد بن خارجة وغيرهم .
قال العلامة الصنعاني في كتابه “سبل السلام”: (( الصلاة عليه لا تتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتّى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل؛ لأنّه قال السائل: كيف نصلّي عليك؟ فأجابه بالكيفية أنّها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل، فما صلّى عليه بالكيفية التي أمر بها )) (سبل السلام 1: 305).
وعن الشوكاني في “فتح القدير”: (( وجميع التعليمات الواردة عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الصلاة عليه مشتملة على الصلاة على آله معه إلاّ النادر اليسير ، حتى أنّ النووي يرى عدم مشروعية الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وحده ما لم يكن معه آله )) ( فتح القدير 4: 380).
وجاء عن ابن الجزري في “مفتاح الحصن” قوله : ((والاقتصار على الصلاة عليه (صلّى الله عليه وسلّم) لا أعلمه ورد في حديث مرفوعاً إلاّ في سنن النسائي في آخر دعاء القنوت ،وفي سائر صفة الصلاة عليه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العطف بالآل )). انتهى ( انظر : سعادة الدارين -للنبهاني- :29)
وعن الشيخ الألباني : (( ليس من السنّة ولا يكون منفّذاً للأمر النبوي من اقتصر على قوله: (اللهم صلِّ على محمد) فحسب، بل لابدّ من الإتيان بإحدى هذه الصيغ كاملة، كما جاءت عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) )).(صفة صلاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم : 129، 133)
وعندما نتسآءل عن السبب الذي جعل أهل السنّة يخالفون الأمر الإلهي والنبويّ في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم بعدم ذكر الآل لا نجد سوى إتباعهم للمبغضين لأهل البيت من بني أمية كما صرّح به العلّامة الصنعاني قائلاً : (( ومن هنا تعلم أنّ حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي، وكنت سؤلت عنه قديماً فأجبت أنّه قد صحّ عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وهم رواتها، وكأنّهم حذفوها خطأ وتقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم، ثمّ استمرّ عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأوّل فلا وجه له)) ( سبل السلام 1: 305).
ودمتم سالمين