تفاصيل المنشور
- المستشكل - مروان ابو عبد الله
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 221 مشاهدة
تفاصيل المنشور
من المعلوم أنّ الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمّه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة، ومن الأئمة المعصومين عند الشيعة، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه،
فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!!
فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟!
هل من جواب مقنع؟!
المستشكل
مروان ابو عبد الله
من المعلوم أنّ الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمّه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة، ومن الأئمة المعصومين عند الشيعة، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه،
فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!!
فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟!
هل من جواب مقنع؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا يخفى عليكم أنَّ هذه المناصب – النبوّة والإمامة العظمى – هي مناصب جعلية ( ولو على مستوى عقيدتنا كشيعة إمامية ، وهي عقيدة تستند إلى الكتاب والسنّة الصحيحة المتفق عليها بين المسلمين جميعهم بحمد الله ) ، لهذا لا يكون هناك وجه للاعتراض أو التأمل في الموضوع إذا كان الأمر يخضع لاختيار الله سبحانه وجعله ، فهو سبحانه { أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }( الأنعام : 124 ).
وإلّا فنفس هذا الإشكال يرد في موضوع إسحاق وإسماعيل ( عليهما السلام ) ، فكلاهما كانا ابني إبراهيم ( عليه السلام ) ، وكانت لإسحاق مزيّة على إسماعيل بأن جعل الله سبحانه من ذريته الكثير من الأنبياء ، ومع ذاك كان النبيّ الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من ذرية إسماعيل دون إسحاق ؟
وهكذا الأمر فيما يتعلّق بموسى وهارون ( عليهما السلام ) ، فقد كان موسى ( عليه السلام ) أفضل من هارون ، فهو كليم الله وأحد اُولي العزم الخمسة الذين ذكرهم الله في كتابه ، ومع ذاك كانت النبوّة في صلب هارون دون موسى ؟
الأمر الذي يكشف على أنّ الاختيار والجعل الإلهي لا يخضع لعامل النسب فقط ، أو لعامل أفضلية الشخص وما شابه ذلك فتكون النبوّة أو الإمامة في ذريته بهذا اللحاظ ، مع ما للنسب من شأنية لا تخفى في هذا الجانب نصّ عليها المولى سبحانه بقوله : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ } آل عمران : 34، بل توجد هناك عوامل أخرى قد يوضحها لنا الشارع في بعض الأحيان وقد تخفى عنا .
وفي موضوعنا – محلّ الكلام – وردت جملة أحاديث عن المعصومين ( عليهم السلام ) ذكرها الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في كتابه ” علل الشرائع ” – بلغت 12 حديثاً – تحت باب ( العلّة التي من أجلها صارت الإمامة في ولد الحسين دون الحسن صلوات الله عليهما ) يمكنكم مراجعتها ، ونذكر هنا بعضاً منها :
1- عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : لمّا علقت فاطمة ( عليها السلام ) بالحسين صلوات الله عليه قال لها رسول الله يا فاطمة أنَّ الله قد وهب لك غلاماً اسمه الحسين تقتله أمتي قالت فلا حاجة لي فيه قال إنّ الله عزّ وجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمة من ولده ، قالت : قد رضيت يا رسول الله .
2- عن محمّد بن أبي يعقوب البلخي قال : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) قلت له لأيّ علّة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام ؟ قال : لأنّ الله عزّ وجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يسأل عما يفعل .
3- حدثنا الربيع بن عبد الله قال : وقع بيني وبين عبد الله بن الحسن كلام في الإمامة فقال عبد الله بن الحسن إنّ الإمامة في ولد الحسن والحسين ” ع ” فقلت بل هي في ولد الحسين إلى يوم القيامة دون ولد الحسن فقال لي : وكيف صارت في ولد الحسين دون الحسن وهما سيدا شباب أهل الجنّة وهما في الفضل سواء إلّا أنَّ للحسن على الحسين فضلا بالكبر وكان الواجب أن تكون الإمامة اذن في الأفضل ؟ فقلت له : إنّ موسى وهارون كانا نبيّين مرسلين وكان موسى أفضل من هارون عليهما السلام فجعل الله عزّ وجل النبوة والخلافة في ولد
هارون دون ولد موسى وكذلك جعل الله الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ليجري في هذه الأمّة سنن من قبلها من الأمم حذو النعل بالنعل فما أجبت في أمر موسى وهارون عليهما السلام بشئ فهو جوابي في أمر الحسن والحسين عليهما السلام فانقطع ، ودخلت على الصادق ( عليه السلام ) فلما بصر بي قال لي أحسنت يا ربيع فيما كلّمت به عبد الله بن الحسن ثبتك الله .( علل الشرائع 1: 205- 210)
ودمتم سالمين