تفاصيل المنشور
- السائل - الشيخ علي حيدر
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 22 مشاهدة
تفاصيل المنشور
هل يمكن الاعتماد على كتاب مقتل الإمام الحسين (ع) لأبي مخنف المتداول اليوم والقول بأنه صحيح، مع وجود من يطعن في وثاقة الرجل، وهل كونه الراوي الوحيد لواقعة كربلاء الأليمة أثر في عدم قبول الطعن فيه؟ جزاكم الله كل خير..
السائل
الشيخ علي حيدر
هل يمكن الاعتماد على كتاب مقتل الإمام الحسين (ع) لأبي مخنف المتداول اليوم والقول بأنه صحيح، مع وجود من يطعن في وثاقة الرجل، وهل كونه الراوي الوحيد لواقعة كربلاء الأليمة أثر في عدم قبول الطعن فيه؟ جزاكم الله كل خير..
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
إنّ الشيعة الإمامية لا تعتمد في رواية واقعة الطف وما جرى فيها على رواية أبي مخنف فقط، أو مصدرين أو ثلاثة، بل توجد عندهم مصادر كثيرة، تعتمدها في رواية الواقعة، منها ما ورد عن أئمتهم المعصومين (عليهم السلام)، ومنها ما ورد عن أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، ومنها ما ورد عن كبار محدّثيهم وعلمائهم، ومنها ما ورد في مصادر غيرهم من كتب أهل السُّنة وتاريخهم، ومن أراد الاطلاع فعليه مراجعة كتاب «الصحيح من مقتل الحسين عليه السلام» للشيخ الريشهري، حتّى يقف على عشرات المصادر والروايات المعتبرة التي يعتمدها الشيعة في رواية واقعة الطف، غير رواية أبي مخنف أو غيره. هذا من جانب.
ومن جانبٍ آخر لا يُعتدُّ بالطعن الذي أورده بعض المؤرخين بحقّ أبي مخنف؛ لأنّه طعنٌ مذهبي، بسبب تشيُّع الرجل وولائه لأهل البيت (عليهم السلام)، ولا علاقة له بالرواية والخبر، وإلّا فالرجل ممدوح في كتب الإمامية، وقد عدّه الشيخ النجاشي شيخَ أصحاب الأخبار ووجههم بالكوفة، وكان يسكن إلى ما يرويه. [رجال النجاشي، ص320].
نعم، تنبغي الإشارة هنا بأنّ المقتل المتداول الآن والمنسوب لأبي مخنف ليس صحيحًا؛ لشهادة المحققين باختفاء مقتل أبي مخنف منذ قرون، ولم يبقَ منه سوى ما يذكره الطبري وابن الأثير عنه في تاريخيهما.
قال الشيخ محمد السماوي في تقديمه لكتاب مقتل الحسين للخوارزمي ما نصه: ((فإن المقاتل القديمة المفضلة، كمقتل أبي مخنف، لم يبقَ منها شيء، إلا ما نقله الطبري والجزري وأمثالها في ضمن كتبهم، فأما أعيانها فلم يبقَ منها شيءٌ؛ لأنّ (مقتل أبي مخنف) لم يوجد منذ خمسة أو ستة قرون، وكذلك أمثاله)) [مقتل الحسين، للخوارزمي، ج1، ص12].
وقد شهد بعض المؤرخين الشيعة، مثل الشيخ آغا بزرك الطهراني، بوجود بعض الموضوعات في الكتاب المتداول اليوم. [انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج22، ص27].
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.