تفاصيل المنشور
- المستشكل - لم يصرح باسمه
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 180 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم .. هل الله قادر على أن يخلق شيئًا ماديًّا يكون فيه مزايا خارج قدرته سبحانه.
المستشكل
لم يصرح باسمه
السلام عليكم .. هل الله قادر على أن يخلق شيئًا ماديًّا يكون فيه مزايا خارج قدرته سبحانه.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
يتضمن هذا السؤال مغالطةً كبيرة؛ إذ يسعى السائل لاستخدامها في حواراته مع المسلمين، بهدف تضييق دائرة الخيارات على المجيب، ففي حال أجاب المسلم بأنه لا يستطيع، سيتم مواجهته بسؤال: “كيف يُعدُّ إلهًا، وهو غير قادر على خلق ذلك الشيء؟”. وإذا أجاب بأنه يستطيع خلق ذلك الشيء بمزايا خارجة عن قدرته سبحانه، سيواجه بسؤال: “إذًا، كيف يكون إلهًا، وهو عاجز أمام ذلك الشيء الذي خلقه وغير قادر عليه؟
فكأنَّ السائل يقول: “هل يمكن أن يكون القادر غير قادر”، وهذا كلام متناقضٌ، لا معنى له.
يقدّم السائل هذا الاستفهام باعتبار أن المسلم يعتقد بأن الله هو القادر على كل شيء (بقدرته المطلقة)، ونتيجة لهذه القدرة المطلقة، يُفترض أنه قادر على خلق شيء يتخطى قدرته سبحانه بمزايا خاصة.
يرتكز التناقض هنا على نقطةٍ محددة، هي: أن السؤال نفسه يَفترض وجود القدرة المطلقة وعكسها في الوقت نفسه، وهذا يمثل تناقضًا واضحًا، ومن لديه أبجديات المنطق سيدرك أن الصفتين المتناقضتين لا تجتمعان في ذات واحدة أبدًا؛ فإنّ هذا أمرٌ مستحيل من الناحية المنطقية، فعلى سبيل المثال، لا يمكنني أن أصف شخصًا بأنه ذكي وغبي في الوقت نفسه ، ولا يمكن أن تكون التفاحة موجودة فوق الطاولة وتحتها في اللحظة نفسها.
لذا فإن الإشكالَ ليس في قدرة الله سبحانه، وإنما في البنية المنطقية للسؤال الذي بني على جمع صفتين متناقضتين: القدرة وعدم القدرة.
وباختصار، إذا كان الله مطلقَ القدرة فإن أيّ فرضية تتعارض مع قدرته المطلقة تسقط، وتُعدُّ ممتنعة الحدوث، ويكون السؤال عنها مغالطة منطقية.
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.