مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

عليّ رابع الخلفاء لكن ليس بالذي تذهبون إليه

تفاصيل المنشور

الاشكال

الرافضة يروون عن علي رضي الله عنه أنه رابع الخلفاء ومن لم يقل بذلك فعليه لعنة الله، ولكنهم يصرون ويعاندون على أنه أول الخلفاء، فاقرأ معي في كتاب البرهان في تفسير القران لهاشم البحراني ج1 ص169: 

ابن شاذان: عن علي بن الحسين، عن أبيه (عليهما السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من لم يقل إني رابع الخلفاء الأربعة، فعليه لعنة الله». 

المستشكل

فارس عبد الله

تفاصيل المنشور

الاشكال

الرافضة يروون عن علي رضي الله عنه أنه رابع الخلفاء ومن لم يقل بذلك فعليه لعنة الله، ولكنهم يصرون ويعاندون على أنه أول الخلفاء، فاقرأ معي في كتاب البرهان في تفسير القران لهاشم البحراني ج1 ص169: 

ابن شاذان: عن علي بن الحسين، عن أبيه (عليهما السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من لم يقل إني رابع الخلفاء الأربعة، فعليه لعنة الله». 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..

من الثابت عند الشيعة الإمامية وعند كل منصف وطالب للحق على جهة القطع أن ّ علي ّ بن أبي طالب (عليه السلام) هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا فصل، لأنّه يهدي إلى الحق، ولأنّه لا يفارق الحق والحق لا يفارقه، فهو أحق أنْ يُتبع بحكم الله سبحانه في كتابه على عباده، فهو الذي أذهب الله عنه الرجس وطهّره تطهيراً، فهو المعصوم بالنص في كتاب اللّه – كما في آية التطهير وآية الولاية – وقول رسوله (صلى الله عليه وآله)، وهو المنصوص عليه بالخصوص من اللّه ومن رسوله، ولم يدّع أحد من المسلمين ذلك لأحد من الصحابة، فهذه هي عقيدة الشيعة التي يعرفها القاصي والداني.

وأما الحديث المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: ((من لم يقل إني رابع الخلفاء الأربعة، فعليه لعنة الله))، فليس بالذي تذهب إليه من كونه الرابع بعد الثلاثة (خلفاء السقيفة أبو بكر وعمر وعثمان)، فقد ورد تفسير المراد من كون أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) رابع الخلفاء، عن إمامين من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، هما الإمام الصادق (عليه السلام)، والإمام الرضا (عليه السلام).

فقد جاء في كتاب “مائة منقبة” للقمي بسنده عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((«من لم يقل إني رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة الله»، قال الحسين بن زيد: فقلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام): قد رويتم غير هذا، فإنكم لا تكذبون؟ قال: نعم. قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، فكان آدم أول خليفة لله. وقال: {إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} [ص:26]، فكان داود الثاني. وكان هارون خليفة موسى، قوله تعالى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [الأعراف:142]، وهو [أي: أمير المؤمنين عليه السلام] خليفة محمد صلى الله عليه وآله)) [مائة منقبة، محمد بن أحمد القمي، ص125]. 

وروى الشيخ الصدوق (ره) في “عيون أخبار الرضا عليه السلام” بسنده عن يحيى بن سعيد البلخي، عن على بن موسى الرضا، عن ابيه، عن آبائه، عن على عليه السلام، قال: ((بينما أنا امشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة اذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد ما بين المنكبين، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله ورحب به ثم التفت إلىَ فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، اليس كذلك هو يا رسوا الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى، ثم مضى.

 فقلت: يا رسول الله ما هذا الذى قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله، ان الله عز وجل قال في كتابه: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام، وقال عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ} [ص:26] فهو الثاني، وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه السلام: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [الأعراف:142] فهو هارون اذ استخلفه موسى عليه السلام في قومه، وهو الثالث، وقال عز وجل: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [التوبة:3] وكنت انت المبلغ عن الله عز وجل وعن رسوله، وانت وصيي ووزيري وقاضى ديني والمؤدى عني، وانت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدى، فانت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، أولا تدرى من هو؟  قلت: لا. قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم)) [عيون أخبار الرضا ج2، ص9؛ وبحار الأنوار، ج36، ص417؛ ومدينة المعاجز، ج2، ص419؛ ومسند الإمام الرضا، للعطاردي، ج1، ص127؛ وتفسير نور الثقلين، ج1، ص48؛ وينابيع المودة، ج3، ص402، و403؛ وغاية المرام، ج2، ص78].

والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.