تفاصيل المنشور
- المستشكل - شاهين المطيري
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 131 مشاهدة
تفاصيل المنشور
الروافض يفترون الكذبَ على الله، وإنما يفتري الكذبَ على الله الذين لا يؤمنون، فزعموا أن الله يزور الحسين رضي الله عنه، ويهبط إليه مع الملائكة، فإمامهم الصادق يقول: ((كيف لا أزوره، والله يزوره في كل ليلةِ جمعةٍ، يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء . فقال صفوان : جعلت فداك، فنزوره في كل جمعةٍ حتى ندرك زيارة الرب ؟ قال : نعم يا صفوان : الزم، تُكتب لك زيارةُ قبر الحسين، وذلك تفضيل)) كامل الزيارات.
المستشكل
شاهين المطيري
الروافض يفترون الكذبَ على الله، وإنما يفتري الكذبَ على الله الذين لا يؤمنون، فزعموا أن الله يزور الحسين رضي الله عنه، ويهبط إليه مع الملائكة، فإمامهم الصادق يقول: ((كيف لا أزوره، والله يزوره في كل ليلةِ جمعةٍ، يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء . فقال صفوان : جعلت فداك، فنزوره في كل جمعةٍ حتى ندرك زيارة الرب ؟ قال : نعم يا صفوان : الزم، تُكتب لك زيارةُ قبر الحسين، وذلك تفضيل)) كامل الزيارات.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
قبل الشروع في الرد على ما طرحه المستشكل، ننقل الرواية هنا بتمامها من كتاب كامل الزيارات، قال ابن قولويه: ((حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن حجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: وتزوره جعلت فداك؟ قال: وكيف لا أزوره، والله يزوره في كل ليلة جمعةٍ، يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء، ومحمد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء، فقال صفوان: جعلت فداك، فنزوره في كل جمعةٍ حتى ندرك زيارة الربّ، قال: نعم يا صفوان، الزم ذلك، يُكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وذلك تفضيل، وذلك تفضيل)) [كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص٢٢٢].
أولًا: الرواية ضعيفةٌ لجهالة “عبد الله بن محمد اليماني”. [ينظر: المفيد من معجم رجال الحديث، ص ٣٥٨]، وجهالة “منيع بن الحجاج”. [يُنظر: المصدر نفسه ، ص٦٣٢].
ثانيًا: بغضِّ النظر عن ضعف سند هذه الرواية، فقد ركّز المستشكل على بعض الكلمات الواردة في الرواية، وهي: (يهبط مع الملائكة)، و(واللهُ يزوره)، ففهِم من الجملة الأولى أن الهبوط ذو طابعٍ حقيقي، ومن الثانية أنّ الزيارة أيضًا ذات طابع حقيقي، وهذا من الجمودِ على ما يُفهم من ظاهر اللفظ وعدم تجاوز حرفيّته، وهو نوعٌ من الانحراف، بل يُعدّ أكبر خطأ، وإذا ما أردنا تطبيق هذا الفهم الساذج والمغلوط على بعض آيات القرآن الكريم التي تتحدّث عن الله سبحانه وتعالى، وتصفه بالمجيء، كقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:22]، سنخرج بنتيجة مفادها أنّ الله سبحانه وتعالى يجيء، ويذهب!! .. وقد فسر أئمتنا (عليهم السلام) هذه الآية، وبينوا المراد من مجيئه سبحانه، فقال الإمام الرضا (عليه السلام): ((إن الله عزّ وجل لا يوصف بالمجيء والذهاب، تعالى عن الانتقال، إنما يعني بذلك: وجاء أمر ربك، والملك صفًّا صفًّا)) [يُنظر: معاني الأخبار، للصدوق، ص13].
وهكذا معنى الهبوط مع الملائكة، فهو من هذا القبيل، فالمراد منه هبوط رحمةِ الله سبحانه مع الملائكة والأنبياء ليلة الجمعة في كربلاء لتعمّ زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، وهكذا أيضًا معنى زيارة الله سبحانه للحسين (عليه السلام) فهي تعني شمول رحمته النازلة لزواره.، قال العلامة المجلسي: ((زيارته تعالى كناية عن إنزال رحماته الخاصة عليه وعلى زائريه صلوات الله عليه)) [بحار الأنوار، ج98، ص60].
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.