تفاصيل المنشور
- السائل - جواد كاظم الموسوي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 41 مشاهدة
تفاصيل المنشور
أرجو من حضراتكم الجواب على سؤالي: هل القتل أمرٌ قدّره الله تعالى على شخص، بمعنى أن الله هو الذي قدّر لزيد أن يقتل عمر؟ وما الفرق بين (يقتل فلانٌ فلانًا وبين أن يموت فلانٌ موتًا طبيعيًّا؟
السائل
جواد كاظم الموسوي
أرجو من حضراتكم الجواب على سؤالي: هل القتل أمرٌ قدّره الله تعالى على شخص، بمعنى أن الله هو الذي قدّر لزيد أن يقتل عمر؟ وما الفرق بين (يقتل فلانٌ فلانًا وبين أن يموت فلانٌ موتًا طبيعيًّا؟
الأخ جواد المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا علاقة لله سبحانه بأفعال الناس، فالناس مختارون، وليسوا مجبَرين في أفعالهم، والقضاء والقدر لا يعني الجبر، بل يعني العلم الإلهي بأنّ فلانًا سيقتل فلانًا في الساعة الفلانية، وفي الدقيقة الفلانية، وفي المكان الفلاني، وبالطريقة الفلانية، فهو سبحانه لا يعزبُ عن علمه مثقالُ ذرّة في الأرض ولا في السماء، ولو كان القتل أمراً قدّره الله تعالى لما توعّد القاتل بالخلود في النار، يقول تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93]، فيبقى الإنسان مختاراً في أفعاله وتصرفاته.
ومن حيث الفرق بين القتل والموت، فالنسبة بينهما هي العموم والخصوص المطلق، بمعنى أنّ كل قتلٍ موتٌ ولا عكس، فالموت أعمّ من القتل، فقد يكون الموتُ بسبب المرض أو بسبب الدهس بسيارة، أو بدون سببٍ ظاهرٍ أحيانًا، كأنْ يكون موتًا طبيعيًّا لبلوغ الإنسان أجله، وأحياناً يكون بالقتل، سواء كان القتلُ عمداً أم خطأ، وكما قال الشاعر: (تعدّدتِ الأسباب والموتُ واحد).
ودمتم سالمين