تفاصيل المنشور
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 12 مشاهدة
تفاصيل المنشور
تفاصيل المنشور
منطق العادة هو الربط بين ظاهرتين ليس بينهما أي رابط ضروري، إلا أنهما قد تترافقان في الظهور سوياً بحكم العادة، فمثلاً هناك ربط بين حضور الأستاذ إلى الفصل وبين وقوف التلاميذ، وقد ثبت ذلك بحكم العادة مع أنه لا وجود لأي رابط ضروري بين الظاهرتين، أي ليس وقوف التلاميذ للأستاذ حتمياً ، فقد يحضر الأستاذ ولا يقف التلاميذ، ولن يغيّر ذلك معادلة كونية.
والمنطق العلمي هو الذي يقوم على وجود رابط منطقي بين الظواهر، مثل الرابط بين تمدد الحديد والحرارة، فإذا تعرض الحديد للحرارة فلا بد أن يرافق ذلك ظاهرة ثانية وهي تمدد الحديد، وقد قامت العلوم والتجارب على هذا المنطق.
والنوعان من المنطق ـ كما هو واضح ـ وأن المنطق بكلا قسميه يرتكز على مسلَّمة عقلية تمثل أساس الفكر الإنساني، وهي أن الشيء لا يأتي من العدم، وأن كل فعل لا بد أن يكون له فاعل، فالحديد لا يتمدد بدون علة، والتلاميذ لا يقومون للأستاذ بدون سبب، فكلا المنطقين يرجعان إلى هذا المستند العقلي، ومن دونه لا يستقيم منطق، سواء كان بحكم العادة أو كان بحكم الضرورة، وهذه المسلَّمة هي التي تحرض الإنسان على التفكير من أجل فهم الظواهر أو تفسير أسبابها، وعليه يصبح السؤال الأول الذي يطرأ على العقل الإنساني، قبل أن يطرأ عليه أي سؤال آخر هو: من أين أتى الإنسان؟ ومن الذي أوجد هذا الوجود؟. وعليه يصبح المنطق الطبيعي وضرورات التفكير المنطقي هي التي تبحث عن خالق لهذا الكون؛ لأن كل ما بالعرض لا بد أن يعود إلى ما بالذات كما يحكم بذلك جميع العقلاء.
ومنطق العادة والمنطق العلمي يستويان عند نقطة واحدة وهي أن الوجود لم يأتِ من العدم، وأن المصنوع لا بد له من صانع.