مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

التواصل بين الإمام المهدي (عليه السلام) وسفرائه الأربعة كان يتمّ بطريقة سرّية وإعجازية!

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم .. مع غياب المعصوم الإمام المهدي عليه السلام كيف يتواصل مع سفرائه الأربعة ، كيف ينقلون أحاديثه ، كيف يعرف شيعة ذلك الزمان وثاقة الحديث المنقول؟

السائل

عباس الخطيب

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم .. مع غياب المعصوم الإمام المهدي عليه السلام كيف يتواصل مع سفرائه الأربعة ، كيف ينقلون أحاديثه ، كيف يعرف شيعة ذلك الزمان وثاقة الحديث المنقول؟

الأخ عباس المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التواصل بين الإمام المهدي ( عليه السلام ) وسفرائه الأربعة كان يتمّ بطريقة سرّية وإعجازية ، وكان الناس يثقون فيما ينقله إليهم هؤلاء السفراء عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) لما يرونه من دلائل الصدق في نقلهم ، روى الشيخ الطوسي قدّس سرّه في ” الغيبة ” فيما يخصّ السفير الأوّل محمّد بن عثمان العمري : (( ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالأجوبة العجيبة )) ( الغيبة : 336).

 

وجاء عن الشيخ الطبرسي قدّس سرّه قوله : (( ولم تقبل الشيعة قولهم [ أي السفراء ] إلّا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كلّ واحد منهم من قبل صاحب الأمر عليه السلام ، تدلّ على صدق مقالتهم ، وصحة بابيتهم )) ( الاحتجاج 2: 297).

 

ولهذا عندما أدّعى البعض السفارة كالحلاج واجهه علماء الشيعة بالامتحان والاختبار حتّى يعرفوا صدقه من كذبه ، فأرسل إليه أبو سهل النوبختي أحد علماء الشيعة في ذلك الوقت رسالة جاء فيها : إني أسألك أمراً يسيراً يخفّ مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين ، وهو أنّي رجل أحبّ الجواري وأصبو إليهن ، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن ويبغضني إليهن ، وأحتاج أن أخضبه في كلّ جمعة ، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعدا والوصال هجرا ، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته ، وتجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك ، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة .

 

فلمّا سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنّه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه ، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ، ولم يرسل إليه رسولا ، وصيّره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة عند كل أحد ، وشهر أمره عند الصغير والكبير ، وكان هذا الفعل سبباً لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه . ( كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : 402).

 

ودمتم سالمين