تفاصيل المنشور
- السائل - عباس الخطيب
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 124 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم .. مع غياب المعصوم الإمام المهدي عليه السلام كيف يتواصل مع سفرائه الأربعة ، كيف ينقلون أحاديثه ، كيف يعرف شيعة ذلك الزمان وثاقة الحديث المنقول؟
السائل
عباس الخطيب
السلام عليكم .. مع غياب المعصوم الإمام المهدي عليه السلام كيف يتواصل مع سفرائه الأربعة ، كيف ينقلون أحاديثه ، كيف يعرف شيعة ذلك الزمان وثاقة الحديث المنقول؟
الأخ عباس المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التواصل بين الإمام المهدي ( عليه السلام ) وسفرائه الأربعة كان يتمّ بطريقة سرّية وإعجازية ، وكان الناس يثقون فيما ينقله إليهم هؤلاء السفراء عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) لما يرونه من دلائل الصدق في نقلهم ، روى الشيخ الطوسي قدّس سرّه في ” الغيبة ” فيما يخصّ السفير الأوّل محمّد بن عثمان العمري : (( ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالأجوبة العجيبة )) ( الغيبة : 336).
وجاء عن الشيخ الطبرسي قدّس سرّه قوله : (( ولم تقبل الشيعة قولهم [ أي السفراء ] إلّا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كلّ واحد منهم من قبل صاحب الأمر عليه السلام ، تدلّ على صدق مقالتهم ، وصحة بابيتهم )) ( الاحتجاج 2: 297).
ولهذا عندما أدّعى البعض السفارة كالحلاج واجهه علماء الشيعة بالامتحان والاختبار حتّى يعرفوا صدقه من كذبه ، فأرسل إليه أبو سهل النوبختي أحد علماء الشيعة في ذلك الوقت رسالة جاء فيها : إني أسألك أمراً يسيراً يخفّ مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين ، وهو أنّي رجل أحبّ الجواري وأصبو إليهن ، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن ويبغضني إليهن ، وأحتاج أن أخضبه في كلّ جمعة ، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعدا والوصال هجرا ، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته ، وتجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك ، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة .
فلمّا سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنّه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه ، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ، ولم يرسل إليه رسولا ، وصيّره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة عند كل أحد ، وشهر أمره عند الصغير والكبير ، وكان هذا الفعل سبباً لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه . ( كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : 402).
ودمتم سالمين