تفاصيل المنشور
- المستشكل - راضي الشيباني
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 11 مشاهدة
تفاصيل المنشور
القرآن يقول: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) فما الفرق بين البيع والربا حتى صار الأول حلال والثاني حرام مع أن عنصر التراضي موجود بين الطرفين في البيع وفي الربا!!
المستشكل
راضي الشيباني
القرآن يقول: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) فما الفرق بين البيع والربا حتى صار الأول حلال والثاني حرام مع أن عنصر التراضي موجود بين الطرفين في البيع وفي الربا!!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
هذه الآية جاءت ردّاً على قول المرابين لمّا قالوا إن البيع مثل الربا، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة:275]، والقرآن الكريم أجاب في نفس الآية عن قولهم هذا، بقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}، ولم يزد في ذلك شرحاً وتفصيلاً، ربما لوضوح الإختلاف، والفرق بين البيع والربا يتضح من خلال النقاط الآتية:
أوّلاً: في صفقة البيع والشراء يكون كلا الطرفين متساويين بإزاء الربح والخسارة، فقد يربح كلاهما، وقد يخسر كلاهما، ومرّة يربح هذا ويخسر ذاك، ومرّة يخسر هذا ويربح ذاك، بينما في المعاملة الربوية لا يتحمّل المرابي أيّة خسارة، فكلّ الخسائر المحتملة يتحمّل ثقلها الطرف الآخر، ولذلك نرى المؤسّسات الربوية تتوسّع يوماً فيوماً، ويكبر رأسمالها بقدر اضمحلال وتلاشي الطبقات الضعيفة.
ثانياً: في التجارة والبيع والشراء يسير الطرفان في «الإنتاج والإستهلاك»، بينما المرابي لا يخطو أيّة خطوة إيجابية في هذا المجال.
ثالثاً: بشيوع الربا تجري رؤوس الأموال مجرى غير سليم وتتزعزع قواعد الإقتصاد الذي هو أساس المجتمع، بينما التجارة السليمة تجري فيها رؤوس الأموال في تداول سليم.
رابعاً: الربا يتسبّب في المخاصمات والمنازعات الطبقية، بينما التجارة السليمة لا تجرّ المجتمع إلى المشاحنات والصراع الطبقي. وللإستزادة والتوسعة راجع تفسير الأمثل [ج2، ص340].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.