مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

الإمام المهدي خليفة الله في الأرض

تفاصيل المنشور

الاشكال

المرجع الشيعي وحيد الخراساني يقول: “الإمام المهدي (عليه السلام) خليفة الله في أرضه” (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه) وهذا من الشرك بالله وفساد العقيدة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ” فمن جعل له خليفة فهو مشرك به” [مجموع الفتاوى 25/45]، وقال العلامة الشيخ الالباني: “لا يجوز في الشرع أن يقال: فلان خليفة الله، لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز” [السلسلة الضعيفة، ج1، ص197]

المستشكل

باسم عبد الله

تفاصيل المنشور

الاشكال

المرجع الشيعي وحيد الخراساني يقول: “الإمام المهدي (عليه السلام) خليفة الله في أرضه” (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه) وهذا من الشرك بالله وفساد العقيدة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ” فمن جعل له خليفة فهو مشرك به” [مجموع الفتاوى 25/45]، وقال العلامة الشيخ الالباني: “لا يجوز في الشرع أن يقال: فلان خليفة الله، لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز” [السلسلة الضعيفة، ج1، ص197]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
إذا ما أردنا تطبيق كلام ابن تيمية والالباني على من يصف أحدا من الناس بأنه خليفة الله، والحكم عليه بأنه مشرك وفاسد العقيدة، سنجد أن هذا الحكم حقيق بالانطباق على ابن تيمية نفسه قبل غيره، فهذا المتلون هو نفسه قد وصف عمر بن عبد العزيز بأنه “خليفة الله على الأرض”، فقال: ((وقد كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه – وهو خليفة الله على الأرض – قد وكل أعوانا يمنعون الداخل من تقبيل الأرض ويؤدبهم إذا قبل أحد الأرض)) [مجموع الفتاوى، ج27، ص93].
ثم انطباق هذا الحكم – الشرك وفساد العقيدة ونسبة العجز إلى الله – أولى بمعاوية بن أبي سفيان، لوصف نسفه بـ “خليفة الله”، ففي مروج الذهب: ((قال معاوية يوماً، وعنده صعصعة وكان قدم عليه بكتاب عليّ وعنده وجوه الناس: الأرض لله وأنا “خليفة الله”، فما أخذت من مال الله فهو لي، وما تركت منه كان جائزاً لي)) [مروج الذهب، ج3، ص52].
وها هو الشيخ الألباني قد ناقض نفسه أيضاً كشيخه، فصحح حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء فيه الوصية بالتزام خليفة الله في الأرض، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ((تكون هدنة على دخن، ثم تكون دعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ “خليفة الله في الأرض” فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك وإن لم تره فاضرب في الأرض ولو أن تموت وأنت عاض على جذل شجرة)). وقال الالباني: “صحيح”. [صحيح الجامع الصغير، ج1، ص148].
فنجد أن من أطلق الوصف (خليفة الله) هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهل يجرؤ أحد على مناصرة حكم ابن تيمية والالباني؟!
وهذا شيخ الوهابية ابن بار يصف من دعا الناس إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، بـ “خليفة الله” فقال: ((وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية الكريمة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} الآية. فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته، وقال إنني من المسلمين. هذا خليفة الله. ولا ريب أن الرسل – عليهم الصلاة والسلام – هم سادة الناس في الدعوة وهم أولى الناس بهذه الصفات الجليلة التي ذكرها الحسن)) [مجموع فتاوى ابن باز، ج2، ص244]، فهل يُقال عنه أنه مشرك وفاسد العقيدة، وأنه ممن ينسب النقص والعجز إلى الله؟!
والحديث الوارد في الإشكال ونصه: ((يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه))، لم ينفرد الشيعة الإمامية بنقله، وانما توارد نقله عن علماء أهل السنة، فراجع: [المستدرك على الصحيحين ج ٤ ص ٤٦٤، مسند أحمد ج ٥ ص ٢٧٧، سنن ابن ماجة ج ٢ ص ١٣٦٧]، غيرها من المصادر السنية المعتمدة مما لا يسع المقام ذكرها. 
والمراد بـ “خليفة الله” نوكل إيضاحه إلى شيوخ الوهابية، فقد سُئل الشيخ العثيمين: ((عن قول الإنسان لرجل: ” أنت يا فلان خليفة الله في أرضه “؟))، فأجاب بقوله: ((إذا كان ذلك صدقًا بأن كان هذا الرجل خليفة يعني ذا سلطان تام على البلد، وهو ذو السلطة العليا على أهل هذا البلد، فإن هذا لا بأس به، ومعنى قولنا: “خليفة الله” أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه؛ لأن الله – تعالى -استخلفه على الأرض، والله – سبحانه وتعالى – مستخلفنا في الأرض جميعًا وناظر ما كنا نعمل، وليس يراد بهذه الكلمة أن الله تعالى يحتاج إلى أحد يخلفه في خلقه، أو يعينه على تدبير شئونهم، ولكن الله جعله خليفة يخلف من سبقه، ويقوم بأعباء ما كلفه الله)) [مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، ج3، ص102].
وقال أيضاً: ((قال بعض العلماء: لا يجوز؛ لأن خليفة الإنسان لا يكون إلا عند غيبة الإنسان المُخلِّف، ولهذا قال موسى لهارون ـ عليهما الصلاة والسلام ـ: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: 142]؛ لأنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ غاب لميقات ربه. ولكن الصحيح الأول، وأنه يجوز أن نقول: خليفة الله، لأن الله استخلفه في عباده ليقوم بعدله، ولا يعني ذلك أن الله تعالى ليس بحاضر)) [الشرح الممتع على زاد المستقنع، ج15، ص238].
 وقال أيضاً: ((فقال بعض العلماء: يجوز أن تقول: خليفة الله، لكنه من باب إضافة الشيء إلى فاعله، بمعنى مخلوف الله، يعني أن الله استخلفك في الأرض، وجعلك خليفةً، وليس المعنى أن الله ـ تعالى ـ وكَّلك على عباده؛ لأنه عاجز عن تدبيرهم، كلا، لكن المعنى أن الله جعلك خليفة في الأرض، تخلفه في عباده، بمعنى أن تقيم شرعه فيهم)) [المصدر السابق، ص237].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.