تفاصيل المنشور
- المستشكل - عبد الله الموصلي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 119 مشاهدة
تفاصيل المنشور
حديث كرب وبلاء لا يصح ولا يستطع أحد ان يثبت موضع قبر الحسين واين دفن يا دعاة القبورية اترك الغلو واهل القبور فقد امتلأت الارض من خرافاتكم واوهامكم.
المستشكل
عبد الله الموصلي
حديث كرب وبلاء لا يصح ولا يستطع أحد ان يثبت موضع قبر الحسين واين دفن يا دعاة القبورية اترك الغلو واهل القبور فقد امتلأت الارض من خرافاتكم واوهامكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
أولاً: الوهابيون أدرى بموضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام):
الوهابيون أدرى بموضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وإلا فلماذا هاجموها؟! ففي سنة 1216هـ حدثت مذبحة كربلاء، ذكر المؤرخ “ناصر السعيــد” في كتابه (تاريــخ آل سعود)، ان محمد بن عبد هاب زحف إلى العراق بقيادة (ابن ابنته) سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود فاحتلوا كربلاء وهدمــوا مساجدها ومآذنها وهدموا قبة الحسـين (عليه السلام)، وبقروا بطون الحوامل، وأخذوا النساء سبايا [راجع: تاريخ آل سعود، ص31].
وذكر المؤرخ الوهابي “عثمان بن بشر” في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) في حوادث سنة 1216هـ، أنّ سعود سار بجيوشه قاصدا ارض كربلاء فحشد عليها اتباعه وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الاسواق والبيوت وهدموا القبة الموضوعة على قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، ونهبوا ما في القبة وما حولها وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من الاموال والسلاح واللباس والفراش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر، وخرجوا منها بجميع تلك الأموال [انظر: عنوان المجد في تاريخ نجد، ج1، ص257- ص258].
يقول (كورتين وينزر) السفير الأمريكي لدى كوستاريكا في دراسة أكاديمية نُشرت في مجلة (MidEast Monitor): ((قام محاربو الوهابية السعودية في عام 1801م بغزو ما يعرف اليوم بالعراق حيث اجتاحوا مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة ونهبوها وقتلوا 4000 من أبنائها)) [مجلة (MidEast Monitor) عدد يونيو-يوليو 2007م].
وقال محمد السلمان من شيوخ الوهابية: ((قامت جيوش الدعوة بهدم قبة قبر (الحسين بن علي) رضي الله عنه في كربلاء بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز في ذي القعدة عام 1216هـ)) [دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي، ص49].
وقد أجمع المؤرخون وكُتَّاب السيرة على أنَّ جسد الحسين (عليه السلام) دفن مكان مقتله في كربلاء، فقد قال شيخ الوهابية ابن تيمية الحراني: ((وأما ” بدن الحسين ” فبكربلاء بالاتفاق)) [مجموع الفتاوى، ج27، ص493].
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة “: ((س: … وأين يوجد قبر الحسين على أرجح أقوال العلماء؟ الجواب: الحسين رضي الله عنه قتل في العراق في المحرم سنة 61هـ ودفن جسده في العراق)) [فتاوى اللجنة الدائمة، عبد الله بن قعود -عبد الله بن غديان -عبد الرزاق عفيفي -عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ج3، ص100].
وقال ابن كثير في “البداية والنهاية”: ((وأما قبر الحسين، رضي الله عنه فقد اشتهر عند أكثر المتأخرين أنه في مشهد عليّ بمكان من الطف عند نهر كربلاء)) [البداية والنهاية، ج11، ص580].
وقال الصّفدي في “الوافي بالوفيات”: ((وذكر ابن سعد أنّ جسده دفن من حيث قتل)) [الوافي بالوفيات، ج12، ص426].
وقال ابن عساكر في “تاريخ مدينة دمشق”: ((وكان قبره بكربلا من سواد الكوفة)) [تاريخ مدينة دمشق، ج14، ص255].
وقال ابن العمراني في “الإنباء في تاريخ الخلفاء”: ((ودفن بدنه الشّريف المقدّس بكربلاء)) [الإنباء في تاريخ الخلفاء، ص54].
وقال الزّبيدي في “تاج العروس”: ((كربال “بالضّمّ كورة بفارس وكربلاء” ممدودا بالعراق، به قتل الحسين رضى اللّه عنه، ولعن قاتله، وهناك دفن على الصّحيح)) [تاج العروس، ج8، ص97].
ثانياً: صحة الروايات التي ورد فيها (كربلاء أو كرب وبلاء):
روى أبو يعلى الموصلي في مسنده بسند حسن رجاله رجال الصحيح، قال: حدثنا شيبان، حدثنا عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: ((استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أم سلمة، احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد» قال: فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي، فاقتحم، ففتح الباب، فدخل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلتزمه ويقبله، فقال الملك: أتحبه؟ قال: «نعم». قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه. قال: «نعم». قال: فقبض قبضة من المكان الذي قتل به، فأراه فجاء سهلة – أو تراب أحمر – فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها، قال ثابت: فكنا نقول: إنها كربلاء))، قال محقق المسند “حكم حسين سليم أسد”: إسناده حسن. [مسند أبو يعلى الموصلي، ج6، ص129].
ورواه الإمام أحمد في مسنده، فقال: ((حدثنا مؤمل، حدثنا عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فقال لأم سلمة: «املكي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد»، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته، فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى منكبه، وعلى عاتقه، قال: فقال الملك للنبي صلى الله عليه وسلم: أتحبه؟ قال: «نعم»، قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها، قال: قال ثابت: «بلغنا أنها كربلاء»)) [مسند أحمد بن حنبل، ج21، ص172].
قال الهيثمي في “مجمع الزوائد”: ((رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني بأسانيد، وفيها عمارة بن زاذان وثقه جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح)) [مجمع الزوائد، ج9، ص187].
أقول: “عمارة بن زاذان”، وثقه يحيى بن معين فقال: ((عمَارَة بن زَاذَان ثِقَة)) [تاريخ ابن معين، ج4، ص122]، وقال العجلي: ((عمارة بن زاذان الصيدلاني: “بصري”، ثقة)) [تاريخ الثقات، ص353]، وقال البغوي في “معجم الصحابة” بعد أن ذكر الحديث: ((قال أبو القاسم: ولا أعلم روى هذا الحديث عن ثابت عن أنس غير عمارة بن زاذان الصيدلاني بصري ثقة)) [معجم الصحابة، ج2، ص18]، وقال ابن أبي حاتم: ((عمارة بن زاذان الصيدلاني أبو سلمة روى عن ثابت ومكحول يعنى البصري وزياد النميري روى عنه يزيد بن هارون سمعت ابى يقول ذلك نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت ابى يقول عمارة بن زاذان شيخ ثقة ما به بأس… وقال أبو زرعة عن عمارة بن زاذان: لا بأس به)) [الجرح والتعديل، ج6، ص366].
وذكره ابن حبان في الثقات. [الثقات، لابن حبان، ج7، ص263]، ووثقه يعقوب بن سفيان. [تهذيب الكمال، للمزي، ج21، ص245]، وقد روى له الْبُخَارِيّ في كتاب “الأدب”، وأبو داود، والتِّرْمِذِيّ، وابْن ماجه، وَقَال ابْن عَدِيّ: وهُوَ عندي لا بأس به، ممن يكتب حديثه. [تهذيب الكمال، ج21، ص246].
وروى الطبراني بسند رجاله ثقات أن الحسين (عليه السلام) سأل عن هذه البقعة فقالوا: ((كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله كرب وبلاء – وفي رواية – صدق رسول الله أرض كرب وبلاء))، قال الهيثمي: رجاله ثقات [مجمع الزوائد، ج9، ص192].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.