تفاصيل المنشور
- المستشكل - مناف عبيد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 17 مشاهدة
تفاصيل المنشور
الله اخبرنا ان ابن نوح ليس من اهله فاين اخبرنا الله ورسوله إن زوجاته ليس من اهل بيته، الاصل ينفا بالبيان واضح.
المستشكل
مناف عبيد
الله اخبرنا ان ابن نوح ليس من اهله فاين اخبرنا الله ورسوله إن زوجاته ليس من اهل بيته، الاصل ينفا بالبيان واضح.
الأخ مناف المحترم، السللام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد ثبت بما لا يقبل الشك ان الرسول (صلى الله عليه وآله) أخرج آل عقيل وآل جعفر وآل عباس وغيرهم من عنوان آل البيت وذلك لمّا حدّد المراد من أهل بيته عند نزول قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، حيث جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بكساء له (صلى الله عليه وآله) وقال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي”، فدل على أنه ليس هناك أحد غيرهم يشمله وصف أهل البيت النبوي.
فقد روى أحمد في مسنده وغيره بأسانيد ثلاثة شهد الشيخ شعيب الأرنؤوط بصحتها [انظر: مسند أحمد: ج44/ص119]، أنه عند نزول هذه الآية المباركة جلل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة والحسن والحسين بكساء له وقال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي”.
وقال ابن تيمية في منهاج السنة [ج5/ص13]: “وأما حديث الكساء فهو صحيح رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة. قالت: «خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}» [سورة الأحزاب: 33].
وقال الشوكاني في [إرشاد الفحول: ج1/ ص222، ط1]: “قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين”.
وقال أحمد بن محمد الشامي في [جناية الأكوع: ص125]: “وقد أجمعت أمهات كتب السنة وجميع كتب الشيعة على أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي (ص) وعلى وفاطمة والحسن، لأنهم الذين فسر بهم رسول الله (ص) المراد بأهل البيت في الآية، وكل قول يخالف قول رسول الله (ص) من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط، وتفسير الرسول (ص) أولى من تفسير غيره، إذ لا أحد أعرف منه بمراد ربه”.
والأهم من ذلك كله قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): “اللهم هؤلاء أهل بيتي” التي أفادت الحصر بشكل واضح، ففي علم البلاغة أن تعريف الجزئين يفيد الحصر (راجع: الإتقان للسيوطي: ص583)، والجزأن هنا معرفة، الأول (هؤلاء) وهو إسم إشارة من المعارف، والثاني (أهل بيتي) مضاف ومضاف إليه وهو من المعارف أيضا، وهذا يعني أن هؤلاء هم أهل البيت المقصودون بآية التطهير وليس غيرهم.
قال الآلوسي في تفسيره [روح المعاني: ج22/ص14]: “وأخبار إدخاله (ص) عليا وفاطمة وبنيها (رضي الله تعالى عنهم) تحت الكساء، وقوله (عليه الصلاة والسلام): “اللهم هؤلاء أهل بيتي” ودعائه لهم، وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان. فالمراد بهم من شملهم الكساء، ولا يدخل فيهم أزواجه”.
والأحاديث المتضمنة لهذا المعنى مستفيضة ان لم نقل متواترة، وهي أكثر من أن نحصيها.
ومما يزيد في المقام توضيحا من أن المراد من أهل البيت هم أصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هو ما بَوّب به أكابر علماء مدرسة الصحابة صحاحهم ومسانيدهم وسُننهم، حيث ذكر كلُّ واحدٍ منهم باباً ضمن مصنفه تحت عنوان: (باب فضائل أهل البيت)، وأورد فيه حصراً ما جاء من فضائل في حقِّ علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، ولم نلحظ لغيرهم ذكراً معهم.
ودمتم سالمين