مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

آية صريحة في الإمام المهدي المنتظر

تفاصيل المنشور

الاشكال

صدعتم رؤوسنا المهدي والمهدي، وأنه سيظهر ويحقق العدل ألإلهي، فمثل هذه المسألة المهمة لماذا لم نجد لها عين ولا أثر في القرآن الكريم؛ فلماذا لم ترد آية صريحة في المهدي المنتظر لنؤمن بها؟! وطالما لم نجد آية واحدة في القرآن فلنا الحق في إنكاره.

المستشكل

أبو ذر فارس

تفاصيل المنشور

الاشكال

صدعتم رؤوسنا المهدي والمهدي، وأنه سيظهر ويحقق العدل ألإلهي، فمثل هذه المسألة المهمة لماذا لم نجد لها عين ولا أثر في القرآن الكريم؛ فلماذا لم ترد آية صريحة في المهدي المنتظر لنؤمن بها؟! وطالما لم نجد آية واحدة في القرآن فلنا الحق في إنكاره.

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
إذا أمعنت النظر في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} الوارد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم (التوبة: 33، الفتح: 28، الصف: 9)، والأحاديث النبوية الواردة في الصحاح، وأقوال المفسرين من علمائكم، وجدت أنهم يفسرون الآية الكريمة بظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
فالطبري في تفسيره للآية الكريمة يقول: ((عن أبي هريرة في قوله: ليظهره على الدين كلّه قال: حين خروج عيسى ابن مريم)). [تفسير الطبري، ج10، ص150].
وفي سنن البيهقي: ((عن جابر بن عبد الله في قوله {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} قال خروج عيسى ابن مريم)) [السنن الكبرى، ج9، ص180].
وخروج عيسى (عليه السلام) معلوم أنه يكون عند ظهور المهدي (عليه السلام)، الأمر الذي يشهد به البخاري وغيره، فقد روى البخاري في صحيحه: ((عن نافع مولى أبى قتادة الأنصاري أنَّ أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)) [صحيح البخاري، ج4، ص143].
وقال ابن حجر في “الفتح”: ((وكلّهم – أي المسلمون – ببيت المقدس وإمامهم رجلٌ صالح قد تقدّم ليصلّي بهم إذ نزل عيسى، فرجع الإمام ينكص ليتقدّم عيسى فيقف عيسى بين كتفيه، ثمَّ يقول: تقدّم فإنّها لك أقيمت. وقال أَبُو الْحَسَنِ الْخَسْعِيُّ الْآبِدِيُّ في مناقب الشافعي: تواترت الاخبار بأنَّ المهدي من هذه الأمة وأنَّ عيسى يصلي خلفه)). [فتح الباري، ج6، ص493].
وفي تفسير الفخر الرازي: ((روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: هذا وعد من الله بأنّه تعالى يجعل الإسلام عالياً على جميع الأديان. وتمام هذا إنّما يحصل عند خروج عيسى، وقال السدي: ذلك عند خروج المهدي، لا يبقى أحد إلّا دخل في الإسلام أو أدّى الخراج)) [تفسير الرازي، ج16، ص40].
وعن القرطبي في تفسيره: ((قال أبو هريرة والضحاك: هذا عند نزول عيسى عليه السلام. وقال السدي: ذاك عند خروج المهدي، لا يبقى أحد إلّا دخل في الإسلام أو أدّى الجزية. وقيل: المهدي هو عيسى فقط، وهو غير صحيح؛ لأنَّ الأخبار الصحاح قد تواترت على أنَّ المهدي من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز حمله على عيسى)) [تفسير القرطبي، ج8، ص122].
وقال أيضاً: ((أنَّ جميع ملوك الدنيا كلّها أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمروذ وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، وهو المهدي)) [تفسير القرطبي، ج11، ص48].
وقال الآلوسي في تفسيره: ((إنَّ تمام هذا الإعلاء عند نزول عيسى عليه السلام، وخروج المهدي رضي الله تعالى عنه حيث لا يبقى حينئذ دين سوى الإسلام)) [تفسير الآلوسي، ج13، ص275].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.