تفاصيل المنشور
- السائل - ماهر عبد الله
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 7237 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لطفاً، الكثير من كتب علماء الشيعة يذكرون حديث الغدير في مسند أحمد وصحيح مسلم مع ذكر رقم الحديث، لكن عندما نراجع لا نجد الحديث، فيا حبّذا تصوير الحديث لنا من كتاب مسند أحمد وصحيح مسلم. جزاكُمُ اللهُ خيراً.
السائل
ماهر عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لطفاً، الكثير من كتب علماء الشيعة يذكرون حديث الغدير في مسند أحمد وصحيح مسلم مع ذكر رقم الحديث، لكن عندما نراجع لا نجد الحديث، فيا حبّذا تصوير الحديث لنا من كتاب مسند أحمد وصحيح مسلم. جزاكُمُ اللهُ خيراً.
الأخ ماهر المحترم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند رجوعه من حجّة الوداع عند ماء يقال له ” غدير خمّ” بين مكّة والمدينة هي أمر ثابت ومتفق عليه بين أرباب الحديث عند المسلمين جميعهم ، لكن بعض المحدّثين لم ينقلوا الخطبة كلّها بل اقتصروا على مقاطع منها ، فمسلم مثلاً نجده يذكر من هذه الخطبة ما ورد بخصوص الثقلين : الكتاب والعترة ، فقد جاء فيه : عن زيد بن أرقم : قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى ” خما ” بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . ” ( صحيح مسلم 7: 122، باب من فضائل علي رضي الله عنه ، طبع دار الفكر – بيروت – لبنان ).
أمّا أحمد بن حنبل فقد ذكر خطبة الغدير وبالذات المقطع المعروف منها ، وهو قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كنت مولاه فعليّ مولاه ) ، في عشرات الموارد منه ، نقتصر على ذكر بعضها :
1- روى أحمد بن حنبل في مسنده عن : عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم إلا قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (ص) يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . ( مسند أحمد 1: 118، مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، الناشر : دار صادر – بيروت – لبنان )
2- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه لما قام فشهد ، قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا نشهد إنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم فقلنا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .( المصدر : 119)
3- وعن أبي الطفيل قال جمع على رضى الله تعالى عنه الناس في الرحبة ثمّ قال لهم أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس وقال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أتعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له انى سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له ( المصدر 4: 370)
وطرق هذه الأحاديث أغلبها صحيحة تعرّض إليها الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء التاسع ، الصفحة 103وما بعدها ، باب قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كنت مولاه فعليّ مولاه ) .
ونجد بعض المحدّثين كالنسائي يذكر فقرات مطولة من الخطبة تجمع بين هذه المقاطع المتناثرة في كتب الحديث عند أهل السنة ، فقد روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثمّ قال كأنّي قد دعيت فأجبت إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ثم قال إنّ الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن ثمّ أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ،فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان في الدوحات رجل إلّا رآه بعينه وسمع بأذنه .( سنن النسائي 5: 46، فضائل علي رضي الله عنه )
وعلى أيّ حال ، حديث الغدير ، وخاصّة في فقرته : ( من كنت مولاه فعليّ مولاه ) هو حديث متواتر ، نصّ على ذلك جملة كبيرة من علماء أهل السنّة ، نذكر منهم :
1-السيوطي في “قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة ” ، ص 227 .
2- الذهبي في “سير أعلام النبلاء” ج8 ص 335.
3-الكتاني في “نظم المتناثر من الحديث المتواتر “، ص 206.
4-الزبيدي في “لقط اللالئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ” ص 205.
5-الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة”ج4 ص 343.
ودمتم سالمين