هل صحيح يوجد رضيع للحسين عليه السلام قُتل يوم الطف غير عبد الله الرضيع ؟!

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
المشهور والمعروف من الروايات والمقاتل أنّ للإمام الحسين ( عليه السلام ) طفلاً رضيعاً كان عمره ستة أشهر أتى به إلى معسكر الأعداء وطلب منهم أن يسقوه الماء لأنّه أوشك على الهلاك من شدّة العطش فجاءه سهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وهذا الرضيع اسمه عبد الله ، وفي بعض المصادر اسمه : عليّ الأصغر ، وأمّه الرباب بنت امرؤ القيس الكلبي ، وقاتله هو : حرملة بن كاهل الأسدي [ انظر : الارشاد للمفيد 2: 135، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3: 257، بحار الأنوار 45: 46، تاريخ الطبري 3: 332، المنتخب للطريحي : 431، تذكرة الخواص لابن الجوزي : 227]
وتوجد روايات أخرى استفاد البعض منها وجود طفل رضيع آخر للحسين ( عليه السلام ) ولد يوم عاشوراء وقُتل في اليوم نفسه ، كهذه الرواية التي يرويها اليعقوبي في تاريخه : ثمّ تقدّموا رجلاً رجلاً حتّى بقي وحده ما معه أحد من أهله ، ولا ولده ولا أقاربه ، فإنّه لواقف على فرسه إذ أُتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة ، فأذّن في أذنه ، وجعل يُحنّكه إذ أتاه سهم فوقع في حلق الصبيّ فذبحه ، فنزع الحسين السهم من حلقه ، وجعل يلطّخه بدمه ويقول : وَاللهِ ! لأنت أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنَ النّاقَةِ ، وَلَمُحَمَّدٌ أَكَرْمُ عَلَى اللهِ مِنْ صالِح . ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه [ تاريخ اليعقوبي 2: 245].
وفي ” مقاتل الطالبيين” يروي أبو الفرج الأصفهاني بسنده عن حميد بن مسلم ، قال : دعى الحسين بغلام فأقعده في حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه [ مقاتل الطالبيين : 59].
فهذه الروايات تروي لنا مشهداً آخر غير المشهد المعروف من قتل عبد الله الرضيع الذي أحضره أباه الحسين ( عليه السلام ) إلى معسكر الأعداء يطلب له الماء وأنّ عمره ستة أشهر وأنّ قاتله هو حرملة بن كاهل الأسدي .. والله العالم .
ودمتم سالمين