رؤى محمد أمير-: إنّ السّيّدةَ رقيّةَ شخصيّةٌ وهميّةٌ ولا توجدُ أيّ بنتٍ للإمامِ الحسينِ اسمها رقيّة وهذا الكلامُ كلّهُ مذكورٌ في كتابِ موسوعةِ الإمامِ الحسين ج1 صفحه269.
الأخت رؤى المحترمة, السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يَخفى على كلِّ أحدٍ أنَّ الأنسابَ تثبتُ بالشّهرةِ ، وقد ثبتَ بالشّهرةِ المستفيضةِ وجودُ ابنةٍ للإمامِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ) كانتْ موجودةً في رحلةِ السّبيّ إلى الشّام ، أفاقتْ مِنْ نومِها وكانَ عمرُها أربعَ سنينَ وقالتْ: أينَ أبي؟ فسمعَ يزيدُ «لعنهُ اللهُ» صوتَ بکاءِ هذه الطفلةِ، وقالَ: خذوا الرّأسَ إليها، فلما شاهدتْ هذهِ الطفلةُ رأسَ أبيها، فارقتْ روحُها الدّنيا.
مِنَ المصادرِ القديمةِ التي ذكرتْ هذهِ الواقعةَ ، كتابُ ” كامل البهائي ” في الجزءِ الثّاني ، ص 179، للفقيهِ المتكلّمِ عمادِ الدّينِ الطّبري (المتوفى في القرنِ السّابعِ الهجري) .
وأيضاً منَ المصادرِ النّسبيّةِ القديمةِ ، التي ذكرتْ انتسابَ السّيّدةِ رقيّةَ للإمامِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ) كتابُ “لبابِ الأنسابِ والألقابِ والأعقاب” ج1 ص ، 355، لمؤلّفهِ أبي الحسنِ عليّ بنِ أبي القاسمِ بنِ زيدٍ البيهقيّ المعروفِ بابنِ فندقَ المولودِ عامَ 493 هجري والمُتوفى عامَ 565 هجري ، حيثُ ذكرَ أنّها منْ بناتِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ) ، وهذا الكتابُ أعيدَ طبعهُ منْ مكتبةِ المرعشيّ النّجفيّ في قم.
وأمّا ما ذكرتهُ الموسوعةُ – المشارُ إليها في السّؤالِ – فهوَ اجتهادٌ محضٌ منهم بلحاظِ عدمِ وجودِ ذكرٍ للسّيّدةِ رقيّةَ (عليها السّلامُ) في بعضِ الكتبِ القديمةِ التي تعرّضتْ لذكرِ بناتِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ) ، ولكنّ القاعدةَ تقولُ : عدمُ الوجدانِ لا يدلُّ على عدمِ الوجودِ ، بمعنى : إنْ كانتْ بعضُ المصادرِ القديمةِ لم تشرْ إليها ، فقد ذكرَتها مصادرُ أخرى وهي قديمةٌ أيضاً ، أشرْنا إلى بعضِها آنفاً ، فضلاً عنِ الشّهرةِ المستفيضةِ لقصّةِ وجودِها في رحلةِ السّبي إلى الشّامِ وقصّةِ طلبِها رؤيةَ أبيها وموتِها ودفنِها هناك ، فضلاً عن شهرةِ المرقدِ الموجودِ في الشّامِ ونسبتهِ إليها منذُ مئاتِ السّنينِ ممّا يؤكّدُ وجودَها وأنّها شخصيّةٌ حقيقيّةٌ وليستْ وهميّة .
ودُمتُم سالِمين