مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

هل أبو مخنف هو الراوي الوحيد لحادثة الطف؟

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم .. الراوي الوحيد في حادثة الطف هو أبو مخنف .. هل كتابه مقتل الحسين هو كتاب صحيح وقد جرت علية بعض التعديلات وله نسخ عديدة ؟ّ

المستشكل

عباس الخطيب

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم .. الراوي الوحيد في حادثة الطف هو أبو مخنف .. هل كتابه مقتل الحسين هو كتاب صحيح وقد جرت علية بعض التعديلات وله نسخ عديدة ؟ّ

الأخ عباس المحترم ، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

في البدء علينا أن نعرف أنّ الشيعة الإمامية لا تعتمد في رواية واقعة الطف وما جرى فيها على رواية أبي مخنف فقط، أو مصدرين أو ثلاثة، بل توجد عندهم مصادر كثيرة تعتمدها في رواية الواقعة، منها ما ورد عن أئمتهم المعصومين (عليهم السلام)، ومنها ما ورد عن أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، ومنها ما ورد عن كبار محدّثيهم وعلمائهم، ومنها ما ورد في مصادر غيرهم من كتب أهل السنة وتاريخهم، ومن أراد الاطلاع فعليه مراجعة كتاب (الصحيح من مقتل سيد الشهداء عليه السلام) للشيخ الريشهري، حتّى يقف على عشرات المصادر والروايات المعتبرة التي يعتمدها الشيعة في رواية واقعة الطف، غير رواية أبي مخنف أو غيره. هذا من جانب.

ومن جانب آخر لا يعتد بالطعن الذي أورده بعض المؤرخين بحقّ أبي مخنف، لأنّه طعن مذهبي، بسبب تشيع الرجل وولاءه لأهل البيت (عليهم السلام)، ولا علاقة له بالرواية والخبر، وإلّا فالرجل ممدوح في كتب الإمامية، وقد عدّه الشيخ النجاشي شيخ أصحاب الأخبار ووجههم بالكوفة، وكان يسكن إلى ما يرويه (رجال النجاشي ص 320).

نعم تنبغي الإشارة هنا بأنّ المقتل المتداول الآن والمنسوب لأبي مخنف ليس صحيحاً؛ لشهادة المحققين باختفاء مقتل أبي مخنف منذ قرون، ولم يبق منه سوى ما يذكره الطبري وابن الأثير عنه في تاريخهما.

قال الشيخ محمد السماوي في تقديمه لكتاب مقتل الحسين للخوارزمي ما نصه:

” فإن المقاتل القديمة المفضلة، كمقتل أبي مخنف، لم يبق منها شيء، إلا ما نقله الطبري والجزري وأمثالها في ضمن كتبهم، فأما أعيانها فلم يبق منها شيء، لأنّ (مقتل أبي مخنف) لم يوجد منذ خمسة أو ستة قرون، وكذلك أمثاله “.

وقد شهد بعض المؤرخين الشيعة، مثل الشيخ آغا بزرك الطهراني، بوجود بعض الموضوعات في الكتاب المتداول اليوم (انظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج22 ص 27).

دمتم سالمين