تفاصيل المنشور
- السائل - زيد محمد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 87 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم.. عندي سؤال: هل الأبناء هم الذين يختارون آبائهم وأمهاتهم أم ماذا؛ لأنّ هناك اختلاف بين الناس بالنسبة للآباء والأمهات، فبعضهم أغنياء، وبعضهم فقراء، وبعضهم كفار، وبعضهم مسلمون، وهكذا.
أرجو بيان ذلك وجزاكم الله خيراً.
السائل
زيد محمد
السلام عليكم.. عندي سؤال: هل الأبناء هم الذين يختارون آبائهم وأمهاتهم أم ماذا؛ لأنّ هناك اختلاف بين الناس بالنسبة للآباء والأمهات، فبعضهم أغنياء، وبعضهم فقراء، وبعضهم كفار، وبعضهم مسلمون، وهكذا.
أرجو بيان ذلك وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يوجد في سؤالكم جانبان: تكويني وتشريعي.. أمّا الجانب التكويني فهو ما يتعلّق بولادة الناس من آباء وأمهات بعينها ، فهذا الأمر لا دخل للإنسان ( المولود ) فيه ، بل هو من تقدير الله سبحانه وقضائه ، وإن كانت ثمّة أحكام شرعية فهي تتعلّق بالأب والأم في مرحلة اختيار الشريك بأنّه ينبغي أن يكون وفق ضوابط الدين والأخلاق والكفاءة وإلّا فهما يتحملان وزر عملهما إذا كان مخالفاً لهذه الضوابط ، والتي ورد في بعض الروايات أنّ الأب يعقّ ولده باختياره له أمّا سيئة تكون سببا لضياع ابنه ، فهذا من عقوق الأب لابنه ، جاء في الحديث النبوي : ( إياكم وتزوج الحمقاء ، فإنّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع ) (بحار الأنوار 100 : 237 عن نوادر الراوندي)
أمّا الجانب التشريعي ، فنقول : بعد ثبوت عدالته سبحانه بالدليل العقلي القطعي ، فإنّ المولى سبحانه قد ساوى بين عباده من ناحية التكليف بغض النظر عن وضع آبائهم وأمهاتهم والأماكن أو الأزمنة التي يعيشون فيها ، فالتكليف من هذه الناحية عام لا يتخلّف عنه أحد ، ويبقى لكلّ إنسان أجره وثوابه على قدر معاناته في الوصول إلى الحقّ والالتزام به بسبب الظروف البيئية التي تحيط به ، فالأجر على قدر المشقّة حتما ، فالمولى سبحانه قد هيأ للإنسان من المدارك (من سمع وبصر وعقل) ما يؤهله لإدراك مسؤولياته وتكاليفه الشرعية ، فكم وجدنا أناسا صالحين خرجوا من بيوت منحرفة وغير ملتزمة ، أو تارة يكون الأبن مؤمنا والأب كافراً ، والعكس بالعكس ، فالموضوع من هذه الناحية ( من ناحية كفر الآباء والأمهات أو من ناحية غناهم وفقرهم ) لا يؤثر على تكليف الأبناء بصورة جذرية وتبقى هناك مساحة جعلها الله سبحانه لكلّ إنسان في نفسه وقدراته من عقل وحواس ومدارك وجدانية ترشده لمعرفة الصحيح من الخطأ في حياته ، يقول تعالى : ( بل الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) سورة القيامة : 14- 15.
وإذا كان ثمّة أثر بليغ في ضياع الولد بسبب أبويه، بحيث أصبح في حكم الجاهل القاصر، فهذا يخفف عنه الحساب ولا يؤاخذه المولى سبحانه بجريرة ما فعله به أبواه.
ودمتم سالمين.