تفاصيل المنشور
- السائل - نور الهدى
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 5393 مشاهدة
تفاصيل المنشور
من الذي وسوس للشيطان وجعله يمتنع عن تنفيذ أمر الله (عز وجل) بالسجود لآدم؟
السائل
نور الهدى
من الذي وسوس للشيطان وجعله يمتنع عن تنفيذ أمر الله (عز وجل) بالسجود لآدم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين ..
الذي وسوس لإبليس بعدم السجود لآدم (عليه السلام) هو نفسه الأمارة بالسوء، والنفس الامارة «هي النفس العاصية التي تدعو إلى الرذائل والقبائح باستمرار، وتزين الشهوات. [يُنظر: تفسير الأمثل، ج١٩، ص ٢٠٦].
فالنفس الأمارة بالسوء هي واحدة من أقوى وأشد موانع الخير ودوافع الشر، وإبليس كان قبل صدور الأمر الإلهي إليه بالسجود، قد انفصل عن مسير الملائكة وطاعة الله، وأسر في نفسه الاستكبار والجحود، وورد هذا المعنى في حديث عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام). قال إبليس: ((لئن أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته… إلى أن قال: ثم قال الله تعالى للملائكة: اسجدوا لآدم فسجدوا فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد)) [بحار الأنوار، ج11، ص141].
وفي تفسير القمي عن الصادق (عليه السّلام): ((الاستكبار هو أول معصية عصي اللّه بها. قال (عليه السّلام) فقال إبليس: رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فقال جلّ جلاله: لا حاجة لي في عبادتك؛ إنما عبادتي من حيث أريد لا من حيث تريد» [تفسير الميزان، ج8، ص60].
فالنفس الأمارة بالسوء من موانع الخير ومن دوافع الشر، سواء كانت عند الإنسان كما أشارت زليخا امرأة عزيز مصر إلى هذا الأمر بوضوح حينما نظرت إلى عاقبة أمرها، فقال تعالى حكاية عن قولها: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، أم كانت عند إبليس، كما أشارت إليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]. وباعث الاستكبار النفس الأمارة بالسوء.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.