تفاصيل المنشور
- المستشكل - سالم السالم
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 31 مشاهدة
تفاصيل المنشور
مهديكم الغائب الحاضر الحجة القائم … هل هو الذي يحتاج إليكم أم أنكم أنتم الذين تحتاجون إليه ؟؟؟
لو قلنا: بأحد الأمرين لجمعنا بين النقيضين لأنه ما اختفى واختبئ إلا لقلة أنصاره !
ويلزمه في هذه الحالة أنه احتاج إلى شيعته وأنصاره وبقلتهم كان خوفه وغيبته في سردابه المظلم !
وإن قلنا: بأن شيعته هم الذين يحتاجون إليه كما هو الحاصل الآن بدعائهم إياه بنصرهم واستغاثتهم به وتوكلهم عليه ،،، لجمعنا أيضا بين النقيضين !
إذ لو كان باستطاعته نفع أحد لنفع نفسه ونفعه لنفسه أولى وأوجب من غيرها, كيف لا وهو يملك مالا يملكه أحد من العالمين من قوة العصمة وعلم الغيب والإمامة والولاية التكوينية التي تخضع لها جميع ذرات الكون ؟؟؟
فمن منكما الذي يحتاج إلى الآخر يا ترى ؟؟؟
المستشكل
سلامة عبد الرحيم
مهديكم الغائب الحاضر الحجة القائم … هل هو الذي يحتاج إليكم أم أنكم أنتم الذين تحتاجون إليه ؟؟؟
لو قلنا: بأحد الأمرين لجمعنا بين النقيضين لأنه ما اختفى واختبئ إلا لقلة أنصاره !
ويلزمه في هذه الحالة أنه احتاج إلى شيعته وأنصاره وبقلتهم كان خوفه وغيبته في سردابه المظلم !
وإن قلنا: بأن شيعته هم الذين يحتاجون إليه كما هو الحاصل الآن بدعائهم إياه بنصرهم واستغاثتهم به وتوكلهم عليه ،،، لجمعنا أيضا بين النقيضين !
إذ لو كان باستطاعته نفع أحد لنفع نفسه ونفعه لنفسه أولى وأوجب من غيرها, كيف لا وهو يملك مالا يملكه أحد من العالمين من قوة العصمة وعلم الغيب والإمامة والولاية التكوينية التي تخضع لها جميع ذرات الكون ؟؟؟
فمن منكما الذي يحتاج إلى الآخر يا ترى ؟؟؟
الأخ سالم المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغض النظر عن التهافت الواضح في طرح الإشكال؛ لأنّه لا تناقض بين قلّة الأنصار وإختفاء الشخص، رغم حاجة كلّ منهما إلى الآخر، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مغلوبا على أمره في مكّة لا يحلل ولا يحرّم – كما يذكر ذلك صريحا ابن هشام في سيرته: 652- لقلّة أنصاره وأتباعه ثمّ اضطر للإختفاء في الغار والهجرة من مكّة إلى المدينة بحثا عن الأنصار، فهل كان فعله هذا من المتناقضات حسب طرحك وتفكيرك ؟!!
أمّا بالنسبة إلى الاحتياج، فالإمام (عليه السلام) يحتاج إلى الأنصار كأيّ قائد يحتاج إلى قاعدة جماهيرية ينطلق منها في تحقيق مشروعه، وقد شاء الله أن يجري أحكام دينه ونشر دعوته بواسطة أنبيائه وأولياءه وفق السنن الطبيعية من تسبب الأسباب إضافة للعون الإلهي في التسديد لهم حتّى تصل الأمور إلى غاياتها المرجوة لها ولا يختل نظام الاختيار في التكليف .
وكذلك الشيعة تحتاج إلى إمامها وتنتظره، كما ينتظره العالم الإنساني كلّه المتعطش إلى العدالة، جاء عن ابن قيم الجوزية في كتابه ” اغاثة اللهفان “: ((والأمم الثلاث تنتتظر منتظرا يخرج في آخر الزمان، فإنهم وعدوا به في كلّ ملّة، والمسلمون ينتظرون نزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء لكسر الصليب، وقتل الخنزير، وقتل أعدائه من اليهود، وعبّاده من النصارى، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا)) [ إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان : 1097].
أمّا موضوع السرداب وكونه مظلما أو منورا وأنه كان محلا لاختفاء الإمام (عليه السلام)، فهذه من السخافات التي يحاول البعض تمريرها على أتباعه من العوام استخفافا بعقولهم أمّا شيعة الثقلين فهم يعرفون جيدا بأنّ هذا المكان المسمّى بالسرداب في مرقد العسكريين إنما هو محل عبادة الأئمة (عليهم السلام):الهادي والعسكري، حين كانوا ينزلون إليه والتعبد فيه أيام الصيف الحارة في سامراء.
وأمّا إمامهم المهدي (عليه السلام) فهم يوقنون عين اليقين بأنّه يتردد بينهم ويمشي في أسواقهم ويحضر مواسمهم، فقد روى النعماني في ” الغيبة ” عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ((صاحب هذا الأمر يتردد بينهم ، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتى يأذن الله له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال له إخوته: ( أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف ) )) [ الغيبة : 167].
وجاء عن الشيخ الصدوق بسنده عن محمد بن عثمان العمري قال: (( سمعته يقول والله إن صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه)) [ كمال الدين : 440].
وفي كتاب ” الغيبة ” للنعماني : (( عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين: يرجع في أحدهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك ؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)) . [ الغيبة : 178]
أما موضوع الولاية التكوينية والعلم بالغيب وتوظيفه عند المعصوم (عليه السلام) فهي قدرات منحها الله لأنبيائه وأولياءه لا يستخدمونها بما ينافي الاختيار في التكليف عند البشر.
ودمتم سالمين