تفاصيل المنشور
- المستشكل - محب الصحب والآل
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 13 مشاهدة
تفاصيل المنشور
يَعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم “مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار” صفحة (59) أن عليًّا قال: «أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به»،فهذا يلزم منهم الشرك بالله، ويُعَدّ تطاولًا وغلوًّا، فهل رب الأرض إلا الواحد القهار؟ وهل يمسك السماوات والأرض إلا خالقهما -سبحانه- ومبدعهما؟ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ}. صدق الله العظيم.
المستشكل
محب الصحب والآل
يَعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم “مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار” صفحة (59) أن عليًّا قال: «أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به»،فهذا يلزم منهم الشرك بالله، ويُعَدّ تطاولًا وغلوًّا، فهل رب الأرض إلا الواحد القهار؟ وهل يمسك السماوات والأرض إلا خالقهما -سبحانه- ومبدعهما؟ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ}. صدق الله العظيم.
بسمه تعالى
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله..
مع غض النظر عن صحة وعدم صحة هذا الرواية، نسأل: هل معنى “رب الأرض” هو خالقها؟
الجواب: الرّب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، تقول: رب الدار، رب العمل، ونحوها، ولفظ الرّبّ في اللغة يطلق على عدة معانٍ:
يطلق على المالك، كما يقال لمالك الدار: رب الدار، ويطلق على السيد، ومنه قوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّك} [يوسف:42]، وفي شرح النووي على صحيح مسلم، قال: (((“أن تلد الأمة ربّتها”وفي الرواية الأخرى “ربّها” على التذكير… ومعنى ربّها وربّتها سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها)) [شرح صحيح مسلم، ج1، ص158].
ويطلق على المصلح والمدبر والقائم على الشيء، وقال بعض علماء أهل السُّنة أن لفظ الـ (رب) مشتركٌ بين الخالق والمخلوق، قال القاضي عياض: ((اشتراك اللفظ بين المخلوق والخالق… وأصل الربوبية الملك، وكل من ملك شيئاً فهو ربّه، والربوبية – أيضًا – القيام على الشيء، يقال لمن أصلح شيئًا وقام به: قد ربّه يربّه، ومنه سُمِّي الربّانيون؛ لقيامهم بشرائع مللهم)) [إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج7، ص188].
وقال ثعلب: إنما قيل للعلماء: ربانيون؛ لأنهم يربّون العلم، أي يقومون به. يقال لكل من قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربّه يربه، فهو رب له. [فتح المنان، ج3، ص23].
وقد استعمل علماء أهل السُّنة عبارة (ربّ الأرض) في كثيرٍ من مصنفاتهم الفقهية وغيرها، فمن ذلك ما قاله ابن تيمية: ((وأما المزارعة، فإذا كان البذر من العامل أو من ربّ الأرض…)) [مجموع الفتاوى، ج30، ص110].
وقال ابن قيم الجوزية: ((وإذا ادّعى ربّ الأرض دفع الخراج لم يقبل قوله…)) [أحكام أهل الذمة، ج1، ص280].
وقد نقل الدينوري حديثًا عن عمر بن عبد العزيز جاء فيه: ((إن شرك الأَرْض جَائِز، وَيكون الْبذر من السَّيِّد. يَعْنِي: ربّ الأَرْض)) [غريب الحديث، ج2، ص247].
وقد جاء في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي مع وجود قرينة تدل على أن المقصود معناه اللغوي، مثل قوله تعالى في حكاية قول يوسف (عليه السلام) لصاحبيه في السجن: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف:39]، وقوله: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف:42]
فمعنى الرب في اللغة والقرآن الكريم لا يخرج عن معنى من بيده أمر التدبير والإدارة والتصرف، وقد ينطبق هذا المعنى الكلي على مصاديق متعددة مثل التربية والإصلاح والحاكمية والمالكية والصاحبية، ولا يمكن حمل الرّبّ على معنى الخالقية، إلا إذا جاء اللفظ مطلقاً ودون إضافة إلى غيره، حينها يكون القصد منه اللّه تعالى، كما جاء في القرآن الكريم: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبا:15].
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.