تفاصيل المنشور
- السائل - أبو مريم الحلي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 23 مشاهدة
تفاصيل المنشور
هل يمكن توضيح معنى الحديث القدسي؟ وهل هو كآيات القرآن؟ وبماذا يختلف عن آيات القرآن الكريم؟ وشكرًا لكم.
السائل
أبو مريم الحلي
هل يمكن توضيح معنى الحديث القدسي؟ وهل هو كآيات القرآن؟ وبماذا يختلف عن آيات القرآن الكريم؟ وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
الحديث القدسي، هو نمطٌ من الكلام، ينسبه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الله سبحانه وتعالى، كأنْ يقول: قال الله، أو: يقول الله عزّ وجل، أو يأتي بطريقة الحكاية عن الله، كهذا الحديث القدسي الذي يقول: ((كلّ عملِ ابنِ آدمَ له إلّا الصوم، فإنّه لي، وأنا أجزي به)) [الكافي، ج4، ص63].
وهذه الأحاديث في الغالب هي أحاديث إرشادية وعظية، لا تتضمن أحكامًا شرعية.
فمثل هذا البيان يسمّى حديثًا قدسيًّا، وهو الذي يمكن القول فيه – على أحد الأقوال – بأنّ المعاني من الله، والصياغة من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع وجود قولٍ آخر، يقول بأنّه ـ لفظًا ومعنىً ـ من الله عزّ وجل.
ويختلف الحديث القدسي عن القرآن الكريم اختلافًا كثيرًا في عدّة أمور:
أولًا: أنّ القرآن الكريم هو محلّ التحدي بالإتيان بمثل ألفاظه وبياناته، وليس الحديث القدسي كذلك، فإنَّ بلاغة القرآن متميزةٌ كثيرًا عن بلاغة الحديث القدسي وطريقة تعبيره.
ثانيًا: أنَّ القرآن ثبت بالتواتر عند المسلمين جميعهم، فهو قطعيُّ الصدور، بينما الحديث القدسي ثبت من أخبار الآحاد ليس غير.
ثالثًا: طريقة عرض القرآن الكريم تختلف كليًّا عن طريقة الحديث القدسي، فالقرآن الكريم يشتمل على جملةٍ من السور التي تشتمل على جملةٍ من الآيات التي تشتمل على أحكامٍ مختلفة في شتى الأمور، بينما الحديث القدسي هو عبارة عن فقرات من الكلمات الوعظيّة التي تتناول موضوعًا معينًا بطريقة التنبيه والإرشاد.
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.