تفاصيل المنشور
- المستشكل - أبو عائشة
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 13 مشاهدة
تفاصيل المنشور
ان الملك الفارسي المجوسي (يزدجرد) والمعروف بكسرى مقدس لدى الشيعة لكونه جد الأئمة من ناحية الام باعتبار ان أبنته (شهربانو) او (شاه زنان) هي زوجة الحسين وام علي زين العابدين، فأصل أئمتهم فارسي، ومعتقدهم فارسي، ورموزهم فرس، فلا تعجب ان قلنا لك ان الفرس تشيع بسبب هذه المصاهرة، والتشيع بسببها صار فارسي.
المستشكل
أبو عائشة
ان الملك الفارسي المجوسي (يزدجرد) والمعروف بكسرى مقدس لدى الشيعة لكونه جد الأئمة من ناحية الام باعتبار ان أبنته (شهربانو) او (شاه زنان) هي زوجة الحسين وام علي زين العابدين، فأصل أئمتهم فارسي، ومعتقدهم فارسي، ورموزهم فرس، فلا تعجب ان قلنا لك ان الفرس تشيع بسبب هذه المصاهرة، والتشيع بسببها صار فارسي.
بسمه تعالى
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله..
إنّ التشيع ولد في رحم الجزيرة العربية ونشأ في مهد العرب وانتشر في جهات الدنيا الأربع، والفرس انما يشكلون جزءا من الشيعة كغيرهم من الهنود والترك والصينيين والافغان والأكراد وغيرهم، يقول محمد أمين: ((والذي أرى – كما يدلنا التاريخ – أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام)). [فجر الإسلام، ص298].
وأئمة الشيعة الاثني عشر ابتداءً من الإِمام عليٍّ (عليه السلام) حتى الإِمام الثاني عشر محمد بن الحسن (عليه السلام) هم سادة العرب ومن صميمهم، وبيت هاشم كما هو المعروف أشرف البيوتات العربية بلا منازع، يأتي بعد ذلك الرواد الأوائل من حملة علوم أهل البيت وبيوتات وأسر الشيعة الذين حملوا التشيع وبشروا به، فإنّهم من صميم العرب. [راجع: طبقات ابن سعد، ج6، تراجم من سكن الكوفة من التابعين].
وجاء عن دائرة المعارف الإسلامية: ((إنّ أقدم الأئمة الكبار من الشيعة كانوا عرباً خلصاً)) [دائرة المعارف، ج14، ص66].
وأما ما ذكرته من أنّ التشيع صار فارسيا بسبب مصاهرة الإمام الحسين (عليه السلام) ليزدجرد، أو أن الفرس تشيعوا بسبب هذه المصاهرة، فكلامك هذا ينسحب أيضاً على محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وكل من محمد وعبد الله أبناء خليفة كما أن الإمام الحسين (عليه السلام) ابن خليفة، فقد ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار: ((ان الصحابة لما أتوا المدينة بسبي فارس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيهم ثلاث بنات ليزدجرد، فأمر ببيعهن فقال له عليّ رضي الله عنه إن بنات الملوك لا تعاملهن معاملات غيرهن، فقال: فكيف الطريق إلى بيعهن؟ فقال: تقومهن ومهما بلغ ثمنهن يقوم به من يختارهن، فقومهن وأخذهن علي بن أبي طالب، فدفع واحدة لعبد الله بن عمر، وأخرى لولده الحسين، وأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، فأولد عبد الله من التي آخذ سالماً، وأولد الحسين زين العابدين، وأولد محمد ولده القاسم، فهؤلاء الثلاثة بنو خالة، وأمهاتهم بنات ملك الفرس المذكور)) [ربيع الأبرار، ج3، ص19].
وقال ابن حجر العسقلاني: ((لما قدم سبي فارس على عمر كان فيه بنات يزدجرد فقومن فأخذهن عليّ فأعطى واحدة لابن عمر فولدت له سالما وأعطى أختها لولده الحسين فولدت له عليا وأعطى أختها لمحمد بن أبي بكر فولدت له القاسم)) [تهذيب التهذيب، ج4، ص438].
وقال الشنقيطي مترجماً لـ “سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب”: ((وقال ابن حِبّان في “الثقات”: وأمه من بنات يَزْدَجرد لما قدم سَبْيُ فارس على عمر بن الخطاب كانت فيه بنات يَزْدَجرد، فَقُوِّمْنَ فأخذهن علي بن أبي طالب، فأعطى واحدة لابن عمر فولدت له سالمًا، وأعطى أختها لولده الحسين فولدت له عليًّا، وأعطى أختها لمحمد بن أبي بكر فولدت له القاسم)) [كوثر المعاني، للشنقيطي، ج2، ص51].
ونبني ما ذكرناه على قاعدة “حكم الأمثال فيها يجوز أو لا يجوز واحد”، فنقول: إذا كانت علة التشيع هي مصاهرة الإمام الحسين (عليه السلام) للفرس، أو أن التشيع بسبب هذه المصاهرة صار فارسياً، فيلزم أن يكون التسنن فارسيا أيضاً، لوجود المصاهرة بين محمد بن أبي بكر وَيزْدَجرد، ولوجودها أيضاً بينه وبين عبد الله بن عمر، ولا مجال للكيل بمكيالين.
كما ان هناك الكثير من خلفاء التسنن امهاتهم غير عربية، وكلامك ينسحب إليهم، فمن الامويين:
قال الذهبي في ترجمة يزيد بن وليد الناقص كما يسميه: ((امه شاهفريذ بنت فيروز ابن كسرى يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز بن انوشروان بن قباذ ابن فيروز بن يزدجرد .
كما كانت احدى جداته لأمه تركية.
ولهذا كان يزيد يقول: أَنَا ابْنُ كِسْرَى، وَأَبِي فَمَرْوَانُ … وَقَيْصَرُ جَدِّي، وَجَدِّي خَاقَانُ)). [انظر: سير أعلام النبلاء، ج5، ص375].
مروان بن محمد: أمة كردية يقال لها لبابة. [سير أعلام النبلاء، ج6، ص481].
ومن العباسيين:
المنصور العباسي: أمه أم ولد، بربرية، اسمها: سلامة. [تاريخ أصبهان، ج2، ص4].
هارون الرشيد: أمه جرشية أم ولد وهي: الخيزران. [تاريخ بغداد، ج16، ص19].
المأمون: أمه باذغيسية أم ولد، يقال لها: مراجل. [تاريخ دمشق، ج33، ص283].
المعتصم: أمه أم ولد، يقال لها: ماردة. [تاريخ بغداد، ج4، 547].
الواثق: أمه أم ولد، يقال لها: قراطيس. [الوافي بالوفيات، ج27، ص120].
المتوكل: أمه أم ولد، يقال لها: شجاع. [تاريخ بغداد، ج8، 45].
المعتضد: أمه أم ولد، يقال لها: ضرار. [تاريخ دمشق، ج71، ص213].
المنتصر، أمه أم ولد، يقال لها: حبشية، رومية. [تاريخ بغداد، ج2، 484].
والمعتز، أمه أم ولد. [الثقات لابن حبان، ج2، ص332].
فهؤلاء وغيرهم كثير مما لا يسع المقام ذكرهم، كلهم من أمهات أولاد.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.