مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

مسألةٌ في تفسير سورة سبأ الآية 23

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مسألة في تفسير سورة سبأ الآية 23.

1 / الكلام الذي يخصّ الشفاعة، هل هذا في الدنيا أو في الآخرة؟

2/ من السائل؟ ومن المخاطب؟

3/ من القائل (قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير)؟

السائل

أبو احمد

تفاصيل المنشور

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مسألة في تفسير سورة سبأ الآية 23.

1 / الكلام الذي يخصّ الشفاعة، هل هذا في الدنيا أو في الآخرة؟

2/ من السائل؟ ومن المخاطب؟

3/ من القائل (قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..

الآية مورد السؤال قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23].

جواب السؤال (1):

كلا الاحتمالين واردان، ولكنّ الجملة التي تلي ذلك، وهي قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}، تدلّل على أنّ المقصود هو شفاعةُ الآخرة؛ لأنّه في ذلك اليوم تهيمن الوحشة والاضطراب على القلوب، ويستولي القلق على الشافعين والمشفوع لهم، بانتظار أن يروا لمن يأمر الله بجواز الشفاعة؟ وعلى من ستجوز تلك الشفاعة؟ وتستمرّ حالة القلق والاضطراب حتّى حين.. فيزول ذلك الفزع والاضطراب عن القلوب بصدور الأمر الإلهي.

فذلك يوم الفزع، وعيون الذين يطمعون بالشفاعة تعلّقت بالشفعاء، ملتمسةً منهم الشفاعةَ بلسان الحال أو بالقول. ولكنّ الشفعاء أيضًا ينتظرون أمرَ الله، كيف؟ ولمن سيجيز الشفاعة؟ ويبقى ذلك الفزع وذلك الاضطراب عامًّا، إلى أنْ يصدر عن الحكيم المتعالي أمره بخصوص المتأهّلين للشفاعة.

جواب السؤال (2و3):

{قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} القائلون هم الذين يطلبون الشفاعة، {قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} والقائلون هنا هم الشفعاء.

قال صاحب تفسير الأمثل: ((حينما يتواجه الفريقان، ويتساءلان، أو أنّ المذنبين يسألون الشافعين: (قالوا: ماذا قال ربّكم؟) فيجيبونهم: (قالوا: الحقّ)، وما الحقّ إلّا جواز الشفاعة لمن لم يقطعوا ارتباطهم تمامًا مع الله، لا للذين قطعوا كلّ حلقات الارتباط، وأضحوا غرباء عن ورسوله وأحبّائه.

وتضيف الآية في الختام (وهو العلي الكبير) وهذه العبارة متمّمة لما قاله «الشفعاء»، حيث يقولون: لأنّ الله عليٌّ وكبير، فأيّ أمر يصدره هو عين الحقّ، وكلّ حقّ ينطبق مع أوامره)) [تفسير الأمثل، ج13، ص440-441].

والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.