تفاصيل المنشور
- السائل - أنور الشبلي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 41 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم .. اريد أن أسألكم عن معنى (تطاير الكتب) وهل لابد من الاعتقاد به وشكرا لكم .
السائل
أنور الشبلي
السلام عليكم .. اريد أن أسألكم عن معنى (تطاير الكتب) وهل لابد من الاعتقاد به وشكرا لكم .
الأخ أنور المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
“تطاير الكتب”: يعني نشرها وهو من مواقف ومشاهد يوم القيامة حيث توزع فيه كتب الأعمال على الناس، فيُعطى كل واحد منهم كتابه إما بيمينه وإما بيساره بحسب أعماله التي عملها في الدنيا، فمن أوتي كتابه بيميه فذلك السعيد، ومن أوتي كتابه بيساره فذلك الشقي، ويكون هذا الكتاب ملازماً للإنسان لا يفارقه أبداً.
وهذا المفهوم منتزع من بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث والروايات، فقد ورد في غير موضع من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء: 13-14] أي أنّ الإنسان ستناله تبعة عمله لا محالة، أمّا لأنه لازم له لا يفارقه وهو معنى (في عنقه) وأمّا لأنه مكتوبٌ وسيظهر له يوم القيامة.
فالطائر الذي ألزمه الله الإنسان في عنقه هو عمله، و معنى إلزامه إياه أن الله قضى أن يقوم كل عمل بعامله و يعود إليه خيره و شره و نفعه و ضره من غير أن يفارقه إلى غيره، و قد استفيد من قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ … إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر:45]، أن من القضاء المحتوم أن حسن العاقبة للإيمان و التقوى و سوء العاقبة للكفر و المعصية. [لاحظ: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 54 – 56].
كما ورد مفهوم “تطاير الكتب” في جملة من الأحاديث والروايات، منها قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((الكتب كلها تحت العرش، فإذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى ريحاً تُطيِّرها بالأيمان والشمائل))،[البرهان في تفسير القرآن، البحراني، ج 6، ص 41]، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: ((إنّ المؤمن يُعطى يوم القيامة كتاباً منشوراً مكتوباً فيه: كتاب الله العزيز الحكيم، أدخلوا فلاناً الجنة)). [البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 6، ص 41.]
وتطاير الكتب من الضّروريّات الّتي يجب التّصديق بها، والإذعان لها لوروده في الكتاب والسّنة وكلمات علماء المسلمين، والعقل حاكم بإمكانه وعدم امتناعه.
ودمتم سالمين