مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

ما كان النصر حليف الأنبياء والرسل على الدوام

تفاصيل المنشور

الاشكال

إن قلتم إن معاوية كان كافراً مرتداً! قلنا: هذا قدح في عليّ، لأن علياً يكون مغلوباً من المرتدين، في حين أننا نجد خالد بن الوليد قد حارب المرتدين زمن أبي بكر وقهرهم، فنصره الله على الكفار وليس الأمر كذلك بالنسبة لعليّ! فالله تعالى نصر خالد بن الوليد ولم ينصر علي بن أبي طالب، وهذا يوضح مكانة خالد بن الوليد وفضله على عليّ.

المستشكل

أبو رتاب

تفاصيل المنشور

الاشكال

إن قلتم إن معاوية كان كافراً مرتداً! قلنا: هذا قدح في عليّ، لأن علياً يكون مغلوباً من المرتدين، في حين أننا نجد خالد بن الوليد قد حارب المرتدين زمن أبي بكر وقهرهم، فنصره الله على الكفار وليس الأمر كذلك بالنسبة لعليّ! فالله تعالى نصر خالد بن الوليد ولم ينصر علي بن أبي طالب، وهذا يوضح مكانة خالد بن الوليد وفضله على عليّ.

بسمه تعالى
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله ..
لا ملازمة بين الانتصار وصلاح الشخص، فقد ينتصر المؤمن على الكافر والمنافق، وقد يحصل العكس، والقرآن الكريم يخبرنا بنجو واضحٍ وصريح عن مقتل بعض الرسل على أيدي المخالفين لهم من أممهم، إذ يقول سبحانه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87].
فما كان النصر حليف الأنبياء والرسل على الدوام، ولم يثبت ذلك لهم (عليهم السلام)، فضلاً عن غيرهم.
فلا تستقيم الدعوى المتقدمة بأن الله لم ينصر عليّاً (عليه السلام) في حربه مع معاوية، ونصر خالد بن الوليد في حربه على المرتدِّين، لعدم وجود الملازمة بين الانتصار وصلاح الشخص.
والشيعة لا تقول بكفر معاوية، بل تقول هو من المسلمين البغاة، كما نصّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المعروف الذي يرويه البخاري وغيره: ((وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ)) [صحيح البخاري، ج4، ص21].
وقد ثبت أن عماراً قتله جيش معاوية في صفين، فمعاوية هو قائد الفئة الباغية التي تدعو إلى النار بنصّ الحديث المذكور.
وإليك عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الجانب، قال المناوي الشافعي في “فيض القدير”: (وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة: أجمعوا أن عليا مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره)[فيض القدير، ج6، ص365].