تفاصيل المنشور
- المستشكل - أبو ذر
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 44 مشاهدة
تفاصيل المنشور
معاوية رضي الله عنه كاتب الوحي.. ونفسه النبي عينه كاتباً لوحيه وينزل جبريل في حضرته.. أفلا تعقلون ؟!
المستشكل
أبو ذر
معاوية رضي الله عنه كاتب الوحي.. ونفسه النبي عينه كاتباً لوحيه وينزل جبريل في حضرته.. أفلا تعقلون ؟!
الأخ أبو ذر المحترم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً: لم يثبت أنّ معاوية كان كاتباً للوحي, ولا يوجد نصٌ صحيحٌ صريحٌ أنّ معاوية كتبَ الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتّابه كانوا على أصناف شتى: فمنهم كان كاتباً للوحي ، ومنهم كان يكتب للملوك والامراء, ومنهم كان يكتب معاملات النبي (ص) ومدايناته, ومنهم كان كتّابه الى امرائه وسراياه, ومنهم كتّاب معاهداته وصلحه, ومنهم كتّاب الصدقات وخرص النخل, إلى غير ذلك .. ومعاوية لم يكن سوى كاتب فيما بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين العرب, وإلى هذا أشار الذهبي في سير أعلام النبلاء, قال: ” ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب”.[ج3/ص33].
وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة نقلا عن ابن المدائني, أنه قال: ” كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي (صلى الله عليه وآله) فيما بينه وبين العرب”. [ج6/ص121].
ثانياً: أنّ معاوية أسلم عام الفتح وفي أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي ووصل عند قوله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3], فأيّ شيء بقي من الوحي ليكتبه معاوية؟! .. لو استظهر الزاعمون كتابةَ معاوية للوحي ليثبتوا أنّ معاوية كتب آية واحدة -لا سورة كاملة – لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً !!
ثالثاً: على فرض صحة أنّ معاوية كان كاتباً للوحي فهذه الميزة لا تعد فضيلة له ولا عاصمة له من وقوعه في الموبقات, بدليل أنّ عبدالله بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي للنبي (صلى الله عليه وآله) أوّل ما نزل في مكة, ارتدّ وخرج من الاسلام بعد ذلك, وقد ذكر ذلك جملة من الحفاظ والمحدّثين, منهم الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء [ج3/ص128], والحافظ ابن حجر في الاصابة [ج4/ص95], وغيرهما, كما روى أبو داود في سننه بسند حسن عن ابن عباس, قال: “كان عبدُ اللهِ بنُ سعْد بن أبي السَّرحِ يكتبُ لرسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلم -، فأزلَّهُ الشيطانُ، فلَحِقَ بالكُفَّار، فأمرَ به رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلم – أن يقتل يومَ الفتحِ …”.[ ج6/ص414].
رابعاً: ذكر الطبري في تاريخه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا بمعاوية ليكتب بأمره بين يديه فدافع بأمره واعتلّ بطعامه, فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا أشبع الله بطنه, فبقي لا يشبع ويقول: والله ما أترك الطعام شبعا, ولكن أعيا. [انظر: تاريخ الطبري, ج10/ص58]
والحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه بالإسناد الى ابن عباس، أنّه قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعب مع الصبيان، فتواريت بباب، فجاء فحطأني حطأة ثم قال: “اذهب فادع لي معاوية” وكان يكتب له، فذهبت، ثم جئت، فقلت: هو يأكل، فردني، فقلت: هو يأكل، ثم ردني، فجئت فقلت: بل هو يأكل، فقال: “لا أشبع الله بطنه”. [ ج2/ص393].
فهل هذا هو كاتب الوحي الذي تدعون له وتزمرون , يرسل اليه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين فلا يجيبه و يتعلل بأنّه يأكل, حتّى دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليه ؟!!
ودمتم سالمين