تفاصيل المنشور
- السائل - أمير الحلو
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 12 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم : ماهي علّة الكنية المعروفة لفاطمة الزهراء عليها السلام بأمّ أبيها ؟
السائل
أمير الحلو
السلام عليكم : ماهي علّة الكنية المعروفة لفاطمة الزهراء عليها السلام بأمّ أبيها ؟
الأخ أمير المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جاء ذكر هذه الكنية (أمّ أبيها) لفاطمة عليها السلام عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم ) نفسه كما في كشف الغمّة للأربلي (2: 90) وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كما في مقاتل الطالبيين (ص 75) ، واشتهر ذكرها عند المسلمين جميعهم ككنية لفاطمة (عليها السلام ) ( انظر : البداية والنهاية لابن كثير 6: 365، وعمدة القاري للعيني 16: 222) . وهي كنية يراد بها المعنى المجازي لا الحقيقي كما لا يخفي ، والوجه في هذه التكنية عدّة أمور ، منها : الأوّل : أنَّ الأمّ في اللغة تعني الأصل ، والزهراء عليها السلام هي الأصل في تفرّع الشجرة النبوية والدوحة المحمدية، فلولاها لم تكن هناك ذريّة تعرّف للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومن هنا كانت هي ( الكوثر ) بنصّ القرآن الكريم حسب بعض التفاسير ( انظر : تفسير الميزان 20 : 370) الثاني : هي أمّ الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) الذين يعتبرون الامتداد الحقيقي للنبوّة ، الذين تستمر إمامتهم إلى قيام الساعة ، وبهم يدوم الإسلام عزّة وبقاءً . وبلحاظ هذين الأمرين تعتبر الزهراء ( عليها السلام ) سرّ بقاء أبيها في الوجود : تكويناً وتشريعاً ، فمن حيث التكوين هي أمّ ذريته – كما تقدّم – ، ولا ذرية له من غيرها ، ومن حيث التشريع هي أمّ الأئمة الأطهار الذين تستمر إمامتهم إلى قيام الساعة. الثالث : هي البنت الوحيدة التي حملت هموم أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد موت أمّها خديجة ( رضوان الله عليها ) ، فكانت هي منبع الحنان الذي يتنشق منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبير الجنّة حين يشمها . قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني بتفاحة من تفاح الجنّة فأكلتها فتحوّلت ماء في صلبي ، ثمَّ واقعت خديجة فحملت بفاطمة فانا أشمّ منها رائحة الجنّة ). ( علل الشرائع – للصدوق – 1: 183) حتّى عُرف عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّها ( عليها السلام ) كانت آخر من يودّعه إذا أراد السفر إلى مكان ما ، وأوّل من يطرق بابه إذا قدم من سفره .( كما جاء في مسند أحمد 5: 275 ) ولئن كانت زوجات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هنَّ أمهات المؤمنين ، فالزهراء ( عليها السلام ) هي أعلى رتبة منهن فهي أمّ المصطفى نفسه ، ولا رتبة في الوجود لامرأة بمثل هذه الرتبة العظيمة .
ودمتم سالمين .