تفاصيل المنشور
- السائل - حيدر الميالي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 12 مشاهدة
تفاصيل المنشور
لماذا سمي القرآن الثقل الأكبر؟ ولماذا تعرض الأحاديث عليه وليس هو الذي يعرض على الأحاديث؟
السائل
حيدر الميالي
لماذا سمي القرآن الثقل الأكبر؟ ولماذا تعرض الأحاديث عليه وليس هو الذي يعرض على الأحاديث؟
الأخ حيدر المحترم، السلام عليكم ورحم الله وبركاته
هذه التسمية للقرآن الكريم بالثقل الأكبر وردت قبال تسمية العترة الطاهرة بالثقل الأصغر في بعض الأحاديث، ويمكن القول بأنّ جهة تسمية القرآن الكريم بالثقل الأكبر هي لعدّة وجوه:
الأوّل : لأنّه الدستور التشريعي الثابت الذي إليه مرجع الجميع في الأمّة ، فجميع الفرق الإسلامية ترجع إليه ولا يمكنها نكرانه .
الثاني : من ينكره يخرج عن الإسلام ، بخلاف نكران إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فالمنكر لها لا يخرج عن الإسلام .
الثالث : جهة الإعجاز في حفظه من التغيير والتبديل والنقيصة والزيادة ، خلاف الحديث النبوي وأحاديث الأئمة ( عليهم السلام ) التي لم يكن لها هذا الشأن من الحفظ .
هذا فيما يتعلّق بالشقّ الأوّل من السؤال.
أمّا الشقّ الثاني : لماذا تُعرض الأحاديث على القرآن الكريم وليس العكس ؟ فجوابه :
تقدّمت الإشارة بأنّ القرآن الكريم قد تكفّل الله سبحانه بحفظه ، كما في قوله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}سورة الحجر:9.
قال ابن كثير في تفسيره : (( وتكفل تعالى حفظه بنفسه الكريمة فقال تعالى ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” )) .( تفسير القرآن العظيم 2: 68 )
وقال السيد الطباطبائي في الميزان : (( وكقوله تعالى : ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” الحجر : 9 فقد اطلق الذكر وأطلق الحفظ فالقرآن محفوظ بحفظ الله عن كل زيادة ونقيصة وتغيير في اللفظ أو في الترتيب يزيله عن الذكرية ويبطل كونه ذكرا لله سبحانه بوجه )) . ( تفسير الميزان : 12: 106)
وهذا بخلافه في الحديث النبوي وأحاديث الأئمة ( عليهم السلام ) التي تعرّضت للكذب والتدليس والزيادة والنقيصة من بعض الوضاعين والمنحرفين ، حتّى اضطر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أن يرتقي المنبر ويحذّر الناس من الكذب عليه .
وفي هذا الجانب يروى البخاري عن عدّة من الصحابة قول النبي (ص) : ( من تعمَّد عليَّ كذبا فليتبوأ مقعده من النار )( صحيح البخاري 1: 35 باب أثم من كذب على النبي ص)
وفي الكافي للكليني عن أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) : ( إن في أيدي الناس حقّا وباطلا ، وصدقا وكذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وعامّا وخاصّا ، ومحكما ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتّى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثُرت عليَّ الكذّابة فمن كذَّب عليَّ متعمّدا فليتبوء مقعده من النار ، ثمّ كُذِّب عليه من بعده)( الكافي 1: 62 باب اختلاف الحديث ح 1)
وليس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمنأى من هذا الكذب والتدليس عليهم، فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قوله : ( إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجز الرأي ، كفانا الله مؤنة كلّ كذّاب وأذاقهم حرّ الحديد )( جامع أحاديث الشيعة 13: 580)
ومن أجل أن يحمي أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) شيعتهم والمؤمنين بهم من الكذّابين جاءت أحاديث العرض على الكتاب الكريم حتّى تكون ميزاناً لتمييز الحديث الصحيح الصادر عنهم ( عليهم السلام ) عن الحديث الموضوع والمكذوب عليهم .
ودمتم سالمين