مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

لماذا أغفل القرآن أسماء أبناء آدم ، ومن أين جاء المفسّرون بأسمائهم ، ومن أين جاء القرآن بقصّة الغراب ؟!

تفاصيل المنشور

السؤال

لماذا أغفل القرآن أسماء أبناء آدم ؟ من أين جاءت تفاسير القرآن بأسماء أبناء آدم ؟ ومن أين جاء القرآن بحكاية الغراب في قصة آدم ؟

السائل

مازن العبيدي

تفاصيل المنشور

السؤال

لماذا أغفل القرآن أسماء أبناء آدم ؟ من أين جاءت تفاسير القرآن بأسماء أبناء آدم ؟ ومن أين جاء القرآن بحكاية الغراب في قصة آدم ؟

الأخ مازن المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

1- طريقة القرآن الكريم في سرد الأحداث والوقائع هو التركيز على المضامين التي يمكن استفادتها من الحدث وأخذ العبرة منه ، يقول تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}سورة يوسف : 111، لذا لم يكن ذكر الأسماء والأشخاص – خاصّة الذين تقادم ذكرهم – ذا أهمية من هذه الناحية إلّا فيما يتعلق بأمور الشرائع المعروفة والأمور التي بقيت محلّ ابتلاء وتداول بين الناس إلى زمن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فآثر ذكر أسمائهم وشخوصهم ، وإلّا فالمعروف بين المسلمين أنّ الله سبحانه بعث الكثير من الأنبياء – في بعض الروايات بلغوا 124 ألف نبيّ – لكنه لم يذكر منهم سوى 25 نبيّاً فقط .

2- أمّا من أين جاءت التفاسير بأسماء ابني آدم ، فجوابه : المفسّرون يعتمدون بالدرجة الأولى على الموروث الروائي الوارد عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ويضيف إليه الشيعة الموروث الوارد عن ائمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإن لم يجدوا فما تسالم ذكره بين الصحابة ، فإن لم يجدوا فما تداول ذكره عن التابعين ، فإن لم يجدوا فما اشتهر وتداول ذكره في كتب التاريخ ، خاصّة في المسائل التي تتعلّق بالأحداث والوقائع التاريخية ، والمشهور المتداول له الحجّة في الأمور التاريخية – كما هو المتعارف اكاديمياً – ما لم يعارض بأقوى منه .

وفي المقام إذا رجعنا إلى مصادر الشيعة الحديثية وجدناها تذكر عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بأنّ أسماء ابني آدم – في الحادثة المذكورة في القرآن – هما : قابيل وهابيل ( انظر الكافي للكليني 8: 113، وكمال الدين للصدوق : 213 ) ، وعن المفسّر المشهدي في تفسيره ” كنز الدقائق ” – بعد أن ذكر أقوالا أخرى في المقصودين من الآية هل هما من صلب آدم المباشرين أو لا ، أو أنّهما رجلان من بني إسرائيل – ، قال : إنّ هذا التفسير – أي المراد بهما قابيل وهابيل أبناء آدم الصلبيين – هو الأصّح والأشهر . ( انظر كنوز الدقائق 4: 81).

وبمثل هذا التعويل على بعض المرويات عن الصحابة والتابعين – كما في تفسير الطبري 6: 255- ، وكذلك التعويل على الشهرة – كما في فتح الباري لابن حجر 6: 263- ذهب أهل السنّة إلى أنّ المراد بابني آدم هما : قابيل وهابيل .

3- أمّا سؤالكم من أين جاء القرآن بقصّة الغراب ، فهو غريب ؛ لأنّ القرآن مصدره الله سبحانه وتعالى ، وقد ثبت عندنا بالتواتر ، فما يذكره من قصص وأحداث يكون مصدرها المولى سبحانه .

اللهم إلا إذا كنتم تشككون بمصداقية القرآن فهذا له كلام آخر ، ويكفي أن نقول هنا بشكل مجمل أنّ القرآن الكريم حجته ذاتية ، فهو قد تحدّى – من يوم صدوره وإلى يومنا هذا وإلى أبد الآبدين – العالمين بالإتيان بسورة واحدة من مثله ، ومازال الخلق عاجزاً عن هذا التحدي ، وهذا يكشف عن صدقه ومصداقيته وصحّة صدوره عن ربّ العالمين .

ودمتم سالمين