تفاصيل المنشور
- المستشكل - جعفر حميد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 30 مشاهدة
تفاصيل المنشور
لماذا أذن الحسين ( عليه السلام ) لأصحابه ليلة العاشر أن يتخلوا عنه وهو في يوم العاشر طلب النصرة وقال : ألا من ناصر ينصرنا ؟!
المستشكل
جعفر حميد
لماذا أذن الحسين ( عليه السلام ) لأصحابه ليلة العاشر أن يتخلوا عنه وهو في يوم العاشر طلب النصرة وقال : ألا من ناصر ينصرنا ؟!
الأخ جعفر المحترم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) كان يعلم بأنَّ معركته مع أعداءه هي ليست في بعدها المادي ( الربح والخسارة في الميدان ) ؛ لأنَّ الكفة من هذه الناحية لم تكن بصالحه مطلقاً ، فأين سبعون شخصاً من ثلاثين ألفاً خرجوا لحربه في أقل الروايات ؟!!
إنّما المعركة هي في بعدها المعنوي ، الذي عبّر عنه ( عليه السلام ) بكلمته التي قالها لبني هاشم وهو في المدينة قبل التوجه إلى كربلاء : ” من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف عني لم يبلغ الفتح “( بصائر الدرجات : 502).
فعن أي فتح كان يتحدث أبو عبد الله عليه السلام وهو يعلم أنّه مقتول شهيد وأنّ من يلحق به سيكون مقتولا شهيدا ؟!!
إنّه الفتح المعنوي والصرخة الكبرى التي ستنطلق في العالم إثر استشهاده والتي ستزلزل عروش الظالمين إلى يوم القيامة .
ومن هنا كان أبو عبد الله ( عليه السلام ) يعدّ العدّة لهذه المواجهة الكبرى فكان حريصاً جدّاً أن يكون له أنصار لهم قلوب كزبر الحديد ، يذهلون الدنيا بصمودهم وولائهم ، حتّى يكونوا قدوة للأبطال والثائرين على مرّ التاريخ ، وأنّ أي ضعف منهم أو جبن أو تخاذل في يوم العاشر سيفسد عليه خطّته التي أعدّها ، لذا أذن لأصحابه في التخلّي عنه ليلة العاشر لأنَّ المواجهة تتطلّب رجالاً من نوع خاص ومن كان يجد في نفسه القدرة على خوضها سيبقى حتماً ولن يتخلّى عن إمامه الحسين ( عليه السلام ) يوم تقطّع الأكف وتطير الرؤوس .
أمّا لماذا طلب ( عليه السلام ) النصرة يوم العاشر مع أنّه أذن لأصحابه التخلي عنه ليلة العاشر ؟
الجواب : بعد أن أدت الثورة غرضها في التصدي والصمود في يوم العاشر وقدمت الضحايا تلو الضحايا في نصرة الدين وأصبح الموقف المعنوي لجبهة الحسين (عليه السلام) كبيراً جداً وبات لا يخشى على ثورته من الانهيار كان إلقاء الحجة بطلب النصرة على جميع الناس تاماً من هذه الناحية ، فطلبها حيئنذٍ .
ودمتم سالمين