تفاصيل المنشور
- المستشكل - رافد محمد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 29 مشاهدة
تفاصيل المنشور
سلمنا أن أئمتكم معصومون، لأن شرط تبليغ الأحكام أن يكون المبلغ معصوما على مبانيكم، ولكن ما الغاية من عصمة فاطمة رضي الله عنها طالما أنها ليست إمامة من الأئمة؟
المستشكل
رافد محمد
سلمنا أن أئمتكم معصومون، لأن شرط تبليغ الأحكام أن يكون المبلغ معصوما على مبانيكم، ولكن ما الغاية من عصمة فاطمة رضي الله عنها طالما أنها ليست إمامة من الأئمة؟
بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
لا يلزم أن يكون المعصوم نبيا أو إماما دائما، فقد تمنح العصمة لأشخاص يراد لهم أن يكونوا أوعية طاهرة لحجج الله كما هو الحال في مريم (عليها السلام). قال تعالى: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ] [آل عمران: 36].
وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42].
وفاطمة (عليها السلام) أفضل من مريم بالاتفاق، لما ورد في كتب المسلمين جميعهم بأنها سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء الأمة، وسيدة نساء المؤمنين، وسيدة نساء أهل الجنة.
روى الحاكم في مستدركه، بسنده عن عائشة، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: ((يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين؟))، ثم عقبه الحاكم بقوله: هذا إسناد صحيح، ولم يخرجاه هكذا. [المستدرك للحاكم، ج3، ص170].
وقال العلامة الالوسي في تفسيره روح المعاني: ((والذي أميل إليه أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم بل ومن حيثيات أخر أيضا، ولا يعكر على ذلك الأخبار السابقة لجواز أن يراد بها أفضلية غيرها عليها من بعض الجهات وبحيثية من الحيثيات- وبه يجمع بين الآثار- وهذا سائغ على القول بنبوة مريم أيضا إذ البضعية من روح الوجود وسيد كل موجود لا أراها تقابل بشيء وأين الثريا من يد المتناول، ومن هنا يعلم أفضليتها على عائشة)) [روح المعاني، ج2، ص150].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.