مركز الدليل العقائدي

لا نظيرَ لفاجعة الحسين في الحياة الدنيا

تفاصيل المنشور

تفاصيل المنشور

انتشرتْ على نطاقٍ واسع عبر منصّات التواصل الاجتماعي صورٌ للشهيد السنوار (رحمه الله)، ركزتْ على تفاصيلَ جسديّةٍ محدَّدة مثل بتْر إِصبَعٍ وإصابةٍ في الفم، وغيرها من التفاصيل التي يرى ناشروها أنها تتناسب مع مقارنتِه بسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلامُ)، وقد قام بنشر هذه الصور بعضُ المؤمنين من الشيعة (رعاهم الله).

ومعلومٌ أنّ العاطفة هي المهيمِنُ الأكبرُ عند وقوع المصائب وموت عزيزٍ، الأمر الذي دفع بعضَ الذين سيطرتْ عاطفتُهم على عقولهم إلى المبالغة في مقارنة مُصاب فقيدِهم بمصاب سيِّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).

نعم، قد تبدو المواقفُ متشابهةً للوهلة الأولى، ولكنْ عند التدقيق نجد أنّ الحقائق الكامنة وراءها تختلف تمامًا، فالشمس، على سبيل المثال مصدرٌ للطاقة والحرارة، والأرضُ موطنٌ للحياة، والقمر جسمٌ معتِمٌ يعكس ضوء الشمس، هذه جميعُها أَجرامٌ سماويَّةٌ، لكنْ لكلٍّ منها خصائص ووظائف مختلفة.

إنَّ يومَ عاشوراء (يومَ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام) ليسَ كأيِّ يومٍ، بل ولا يمكن إيجاد شبيهٍ له في هذه الدنيا، فهو كما عبَّر عنه الإمام الحسن (عليه السلام) قائلًا: ((لا يومَ كيومك يا أبا عبد الله)).

وثمةَ مَن يحاولون طمْس قضية كربلاء عن الأذهان من حيث يشعرون ولا يشعرون، موهِمين أنفسَهم ومَن يتابعونهم بأنَّ ما يجري اليوم مشابهٌ تمامًا لما جرى للإمام الحسين (عليه السلام)، فهم بهذا الفعلِ يسعَون إلى إنكار خصوصيةِ مصاب أهل البيت (عليهم السلام)، وليستْ هذه هي المرة الأولى التي تحدُث فيها مثل هذه المحاولات في الساحة الإسلامية، فكلَّما حدث أمرٌ جلَل لشخصيةٍ مرموقة، يقفز بعضُ من لا خَلاقَ لهم إلى استنتاجاتٍ دون تروٍّ أو تدقيقٍ في الوقائع، ليقارنوا حال شهيدٍ من الشهداء بحال سيد الشهداء (عليه السلام) وبما جَرى على أهل بيته، زاعمين أنَّ الحدَث مشابهٌ تمامًا لمصاب الإمام الحسين (عليه السلام).

وقد قامَ الدليل على أنه لا توجد مصيبةٌ في الكون بكى عليها سيِّد النبيين (صلى الله عليه وآله ‏وسلم)، وتأثّر بها الخلقُ مثلُ السماء والأرض ‏والشمس، وناحتِ الجنُّ عليها، كمصيبة قتل ‏الحسين (عليه السلام).‏

فها هي مصادرُ المسلمين التاريخية والروائية تنقل ما صحَّ من الأخبار والآثار في ذلك، فقد ذكر أبو نُعيم الأصفهاني في ‏كتابه “معرفة الصحابة” عند ترجمته للحسين (عليه السلام): (‏‏(احمرَّتِ السماء لقتله، وكُسفتِ ‏الشمس يوم موته، وصار الورس في عسكره رمادًا، ‏والمنحور من جذره دمًا، لم يُرفع حجرٌ ‏بالشام إلا رُئي تحته دمٌ عبيطٌ، وناحتِ الجن لرزيَّته ‏وفقْدِه)) [معرفة الصحابة، للأصفهاني، ‏ص662]. ‏

فسلامٌ على أبي الأحرار وسيد الشهداء