تفاصيل المنشور
- المستشكل - توفيق كريم
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 41 مشاهدة
تفاصيل المنشور
خلافة أبي بكر (رض) مشروعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره إمامًا لصلاة الجماعة في مرض موته، وهذا الاختيار يعني أفضليّته على غيره؛ فهو الأحقّ بالخلافة من غيره..
المستشكل
توفيق كريم
خلافة أبي بكر (رض) مشروعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره إمامًا لصلاة الجماعة في مرض موته، وهذا الاختيار يعني أفضليّته على غيره؛ فهو الأحقّ بالخلافة من غيره..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
التشبُّث بهذه الفقاعة التي أسميتها فضيلة، لا محصِّلَ علميَّ له واقعًا، ولا تجد ولن تجد أيَّ نصٍّ على مشروعيّة خلافة أبي بكرٍ لا من كتابٍ ولا سُنّة صحيحةٍ متفقٍ عليها ولا شورى ولا إجماع، بسبب معارضة كثيرٍ من الصحابة لبيعته، وقد شهد كبار علماء أهل السُّنة بعدم وجود النص على خلافة أبي بكر [انظر: شرح المواقف، ج8، ص354؛ وشرح المقاصد، ج5، ص255].
ولك أنْ تراجع كلّ من أرّخ لحوادث سنة 11 هجرية من المؤرخين كالطبري، وابن الأثير، وابن كثير، ومن هنا ذهب علماء أهل السُّنة إلى نظرية أهل الحلِّ والعقد التي صرحوا فيها بأنه تكفي فيها بيعة شخصٍ واحدٍ فقط، وهذا غاية الإفلاس في إثبات هذه الخلافة.
فاختيار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكرٍ لصلاة الجماعة لا يكشف عن الأفضلية – بحسب مبانيكم أنتم – لأنكم ترون أن الصلاة جائزة خلف البر والفاجر.
قال أبو جعفر الطحاوي – صاحب العقيدة الطحاوية، وهي العقيدة المرضيّة عند أهل السُّنة والجماعة-: ((ونرى الصلاة خلف كل برٍّ وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم)). [متن الطحاوية بتعليق الألباني، ص67].
فلا يُعد هذا التقديم لصلاة الجماعة دليلًا على الأفضلية والأحقّية على نحوٍ قاطع وصريح، بسبب هذا البناء في عقيدتكم في إمامة صلاة الجماعة، فضلًا عن عدم ثبوت صلاة أبي بكر بالمسلمين جماعةً في مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لاضطراب الروايات الواردة في هذه القضية على نجوٍ كبير جدًّا.
فتارةً يُروى أن الذي صلى بالناس هو أبو بكر، ثم خرج رسول الله وصلى بهم، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر [انظر: صحيح البخاري، ج1، ص162]، وهذا النص يدل على أنّ الذي صلى بالناس حقيقةً، وكان إمامًا لهم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس أبا بكر، وإلا وقع القوم في إشكالِ تصحيحِ هذه الصلاة بإمامين.
وأخرى يُروى أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى خلف أبي بكر قاعدًا. [مسند أحمد، ج3، ص159].
وثالثة يُروى أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى إلى جنب أبي بكر عن يساره. [مسند أحمد، ج1، ص 233].
ورابعة يُروى أن الذي صلى بالناس أولًا هو عمر، ثم جاء أبو بكر وصلى بهم. [انظر: مسند أحمد، ج4، ص322].
فهذه الروايات مضطربةٌ اضطرابًا شديدًا حول الموضوع ومختلفةٌ اختلافًا فاحشًا لا يمكن الجزم معه بوقوع مثل هذه الصلاة، فضلًا عن مخالفتها لدعوى تاريخيةٍ مفادها أنّ أبا بكر كان في بعث أسامة أيام مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في المدينة. [انظر: فتح الباري، لابن حجر، ج8، ص124].
ودمتم سالمين