تفاصيل المنشور
- السائل - كريم الكربلائي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 13 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السادة الفضلاء في مركز الدليل واجهتني مسألة في احدى المجموعات على الفيسبوك حيث طرحوا سؤالا: إذا ثبتت الإمامة لعلي (ع) فكيف تثبتون إمامة باقي الأئمة من بعده بالدليل.. وأتمنى الجواب الشافي والوافي وشكرا لكم.
السائل
كريم الكربلائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السادة الفضلاء في مركز الدليل واجهتني مسألة في احدى المجموعات على الفيسبوك حيث طرحوا سؤالا: إذا ثبتت الإمامة لعلي (ع) فكيف تثبتون إمامة باقي الأئمة من بعده بالدليل.. وأتمنى الجواب الشافي والوافي وشكرا لكم.
الأخ كريم المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإمامة تثبت إما بالنص القرآني عليها أو النص من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من خلال نص الإمام السابق على اللاحق.
وبالرجوع إلى حديث الثقلين (الكتاب والعترة) نجده يقول بشكل واضح وصريح في إحدى طرقه الصحيحة: ((إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله، حبل ممدود ما بين الأرض والسماء، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض)) [صحيح الجامع الصغير للألباني، ج1، ص482؛ مسند أحمد بن حنبل، برقم: 21654، تصحيح شعيب الأرنؤوط]، ويستفاد من الحديث المذكور أربع دلالات:
الدلالة الأولى: أن العترة هم الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
الدلالة الثانية: أن العترة تكون هادية مهدية إلى يوم القيامة، وهذا هو معنى عدم الافتراق عن القرآن الذي نصّ عليه علماء أهل السنة عند شرحهم للحديث المذكور [انظر: فيض القدير في شرح الجامع الصغير للمناوي، ج3، ص20؛ شرح المقاصد للتفتازاني، ج3، ص529].
الدلالة الثالثة: استمرار خلافة العترة إلى يوم القيامة، كما نصّ على ذلك علماء أهل السنة أنفسهم عند شرحهم لهذا الحديث [انظر: فيض القدير، ج3، ص19؛ الصواعق المحرقة، ص442].
الدلالة الرابعة: كونهم من قريش؛ لأن العترة من بني هاشم، وبنو هاشم من قريش.
وبالرجوع إلى حديثٍ آخر متضافر روته صحاح المسلمين ومسانيدهم، وهو حديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر سننتهي إلى نتيجة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
فحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر يشير إلى استمرار خلافتهم إلى يوم القيامة، حيث جاء فيه: ((لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش)) [رواه مسلم في صحيحه، ج6، ص،4 كتاب الإمارة عن جابر بن سمرة].
يقول ابن كثير في تاريخه: ((قال ابن تيمية: وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرر أنهم يكونون مفرقين في الامة ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا)) [تاريخ ابن كثير، ج6، ص249-250].
وعن السيوطي في تاريخه: ((وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحق وإن لم يتوالوا)) [تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص12]، وعن ابن حجر في فتح الباري: ((ولا بدّ من تمام العدة قبل قيام الساعة)) [فتح الباري، ج13، ص211].
وأيضا يشير هذا الحديث إلى أن هؤلاء الخلفاء هم من الصالحين: ((لا يزال هذا الأمر صالحا)) [انظر: مسند أحمد، ج5، ص97، 107].
يقول ابن كثير: ((ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره)) [تفسير ابن كثير، ج3، ص59].
فحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر فيه دلالات أربع أيضاً:
الصلاح، النص على خلافتهم، استمرار هذه الخلافة إلى يوم القيامة، وأنهم من قريش، وهي نفسها دلالات حديث الثقلين المتقدمة من دون زيادة ولا نقيصة..
وبمقتضى الجمع بين الحديثين الشريفين (حديث الثقلين وحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر) ننتهي إلى نتيجة واضحة جدا، حاصلها:
أن الخلفاء الإثني عشر الذين تستمر خلافتهم إلى يوم القيامة هم من عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا غير؛ لعدم تصريح أي جماعة أو فرقة من فرق المسلمين بموالاة اثني عشر خليفة أو إماما من العترة سوى الشيعة الإمامية.
ودمتم سالمين