قراءة عليّ (عليه السلام) للقرآن قبل نزوله

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..

 هذه الرواية وردت في كتاب مدينة المعاجز للبحراني، والفضائل لابن شاذان، وليس في أصول الكافي، وبغض النظر عن سند  هذه الرواية فإنّ متنها لا يوجد فيه أي محذور عقلي ولا شرعي، فقد ثبتت نبوة نبينا المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وآدم بين الروح والجسد، فقد روى البخاري ذلك في تاريخه، والحاكم في مستدركه وغيرهما، وقال المباركفوري في “تحفة الأحوذي”، فقال: روى ((ابن سعد وأبو نعيم في الحلية عن ميسرة الفخر وابن سعد عن ابن أبي الجدعاء والطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ “كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”  كذا في الجامع الصغير، قال القاري في المرقاة، وقال ابن ربيع: أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وصححه الحاكم)) [تحفة الأحوذي، ج10، ص56].

فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت عنده هذه العلوم – العلم بالقرآن وغيره مما يتعلق بنبوته – قبل بعثته، فإذا عرفنا هذا وعرفنا أن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) هو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنصّ آية المباهلة، وأنه وارث علمه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد روى الحاكم في “المستدرك”: ((عن أبي إسحاق قال سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله صلى الله عليه وآله دونكم قال لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. (سمعت) قاضي القضاة أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا عمر القاضي يقول سمعت إسماعيل ابن إسحاق القاضي يقول وذكر له قول قثم هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب أو بالولاء ولا خلاف بين أهل العلم ان ابن العم لا يرث مع العم فقد ظهر بهذا الاجماع ان عليا ورث العلم من النبي صلى الله عليه وآله دونهم). [المستدرك على الصحيحين، ج3، ص126].

وعليه: فلا يلزم أي محذور إذا نطق (عليه السلام) بالقرآن قبل نزوله مع كلّ هذه الأدلة؟!

والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.