مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

علوم أئمتنا.. ما وُجد عند أوّلهم هو موجود عند آخرهم

تفاصيل المنشور

الاشكال

عقيدتكم القاضية بانتقال العلم من الإمام السابق للإمام اللاحق لازمها أن تكون جميع أحاديث الأئمة ينتهي سندها إلى الحسن العسكري، وهذا لم نجده؟

المستشكل

وحيد العربي

تفاصيل المنشور

الاشكال

عقيدتكم القاضية بانتقال العلم من الإمام السابق للإمام اللاحق لازمها أن تكون جميع أحاديث الأئمة ينتهي سندها إلى الحسن العسكري، وهذا لم نجده؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..

هذا الكلام لا محصّل له بعد ثبوت أنّ علومهم (عليهم السلام) هي واحدة، فما وجد من علم عند أوّلهم هو موجود عند آخرهم، كما دلّت عليه الأحاديث الكثيرة المتضافرة، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: ((حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجل)) [الكافي، ج1، ص53؛ الإرشاد، ج2، ص187].

وفي رواية جابر يقول: ((قلت لأبي جعفر عليه السلام: إِذا حدّثتني بحديث فأسنده لي، فقال: حدّثني أبي، عن جدّه، عن رسول صلى الله عليه وآله، عن جبرائيل عليه السلام، عن الله عزّ وجل. وكل ما أحدّثك بهذا الإسناد)) [بحار الأنوار، ج2، ص178].

وكذلك جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله لجابر: ((يا جابر، لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين، ولكنّا نفتيهم بآثارٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصولِ علمٍ عندنا، نتوارثها كابرًا عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)) [بصائر الدرجات، ص32].

وفي حديث صحيح رواه الشيخ الكليني بسنده عن حمّاد بن خلف الكوفي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ((قلت: فرفع يده إلى السماء، وقال: والله ما أخبرك إلّا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل عن الله عزّ وجل)) [الكافي، ج3، ص94].

وهو ممّا يعترف به أهل السُّنّة في مروياتهم أيضًا، فقد روي ابن حجر في “التهذيب”: ((قيل لأبي بكر بن عياش: ما لك لم تسمع من جعفر، وقد أدركته؟ قال: سألناه عمّا يتحدث به من الأحاديث، أ شيء سمعه؟ قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا)) [تهذيب التهذيب، ج2، ص88].

وعليه؛ سواء ذكرت الأسانيد في أحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أم لم تذكر فهي لا تؤثر في حجيّة أحاديثهم وثبوتها بالنسبة إلينا، لما أوضحناه من طبيعة هذه العقيدة، وكونها وحدة واحدة كما تقدّم بيانه.

والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.