مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

طبيعة أدلة نبي الله إبراهيم عليه السلام

تفاصيل المنشور

السؤال

صناعة الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام- بدأت بإلهامه فن القراءة في الكون، والطبيعة؛ لتقوده إلى القراءة في الوحي، ورسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأت بقراءة الوحي وأدرج فيها وفي الاستدلال لها أدلة الخلق والإبداع والعناية وما إليها، وهي أدلة كونية.
ما الذي نفهمه من هذا عند التدبر العميق فيه؟
وكيف تربط بينها وبين الجمع بين القراءتين؟
وهل يكون سيدنا إبراهيم النبي الرسول القائد لقراءة الكون الذي يبحث عن التأليف بين الكون والغيب، ويكون رسول الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) القائد في قراءة الوحي والاستدلال عليه بالكون، فتتكامل الرسالتان بداية ونهاية بالتأليف بين القراءتين والجمع بينهما، ليبقى موضوع الجمع بين القراءتين حجر الزاوية في فهم الوحي، وحسن السير في الكون، والوصول إلى إسلام الوجه الله (تعالی)، وتلك صبغة الله وملة إبراهيم؟

السائل

الموسوي

تفاصيل المنشور

السؤال

صناعة الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام- بدأت بإلهامه فن القراءة في الكون، والطبيعة؛ لتقوده إلى القراءة في الوحي، ورسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأت بقراءة الوحي وأدرج فيها وفي الاستدلال لها أدلة الخلق والإبداع والعناية وما إليها، وهي أدلة كونية.
ما الذي نفهمه من هذا عند التدبر العميق فيه؟
وكيف تربط بينها وبين الجمع بين القراءتين؟
وهل يكون سيدنا إبراهيم النبي الرسول القائد لقراءة الكون الذي يبحث عن التأليف بين الكون والغيب، ويكون رسول الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) القائد في قراءة الوحي والاستدلال عليه بالكون، فتتكامل الرسالتان بداية ونهاية بالتأليف بين القراءتين والجمع بينهما، ليبقى موضوع الجمع بين القراءتين حجر الزاوية في فهم الوحي، وحسن السير في الكون، والوصول إلى إسلام الوجه الله (تعالی)، وتلك صبغة الله وملة إبراهيم؟

الأخ الموسوي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من الواضح أنّ الخط التصاعدي للنمو البشري أوجب هذا التنوع في تعاطي الأنبياء مع الناس في طرح أدلتهم، فشريعة إبراهيم (عليه السلام) وطبيعة أدلتها تختلف عن شريعتي موسى وعيسى (عليهما السلام)، وكذلك هاتين الشريعتين تختلفان عن شريعة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبملاحظة موجزة لما كان يتعامل به نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) في إثبات نبوته نجد أنّه كان يعتمد كثيراً على عالم المحسوسات (الكواكب، الشمس، القمر، تكسير الأصنام ونحو ذلك) في إثبات مدّعياته؛ لأنّ هذا الجانب الحسيّ هو أقرب لإقناع الناس في زمانه بحسب مداركهم وفهمهم، بينما في زمان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وحيث دخلت عوالم المعاني حياة الناس، وأصبح للبلاغة – بدقتها العظيمة والرائعة – المكانة المرموقة في حياة العرب ، اختلف الخطاب النبوي هنا عن الخطاب الإبراهيمي سابقا، فكان الخطاب للعقول عن طريق الوحي المليء بالبلاغة أثرى وأعمق من الخطاب الحسّي، حتّى أنّ التحدي بين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين مشركي قريش لم يتعد الجانب المعنوى، وهو الإتيان بسورة واحدة من مثل سور القرآن، وهو ما عجزوا عن مجاراته فخرجوا بالحراب والسنان بدل المواجهة بالبلاغة والبيان، والحال أنّ هذا الأمر كان أيسر لهم لو كانوا يقدرون.
ودمتم سالمين