مركز الدليل العقائدي

رواياتٌ تؤكد تسلُّم السفير الثالث الخُمس من الشيعة

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم “هل توجد رواياتٌ تبيِّن استلام السفير الثالث الخُمس من الشيعة” ولطفًا مع ذكر مصدر الروايات. ولكم مني كل الحب والاحترام والتقدير.

المستشكل

حيدر الخفاجي

تفاصيل المنشور

الاشكال

السلام عليكم “هل توجد رواياتٌ تبيِّن استلام السفير الثالث الخُمس من الشيعة” ولطفًا مع ذكر مصدر الروايات. ولكم مني كل الحب والاحترام والتقدير.

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
ثمّة جملةٌ وافرةٌ من الروايات تشير بوضوحٍ إلى أن الشيعة كانوا يحملون الأموال ونحوها من ذهبٍ وفضةٍ إلى السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي، المتوفى سنة 326هـ، نذكر منها في هذه العجالة ثلاثَ روايات:
الرواية الأولى: روى الشيخ الصدوق (ره) في “كمال الدين وتمام النعمة”، بسنده عن محمد بن علي بن متيل، أنه قال: ((كانت امرأةٌ يقال لها: زينب من أهل آبة، وكانت امرأة محمد بن عبديل الآبي معها ثلاثمائة دينار، فصارت إلى عمي جعفر بن محمد بن متيل، وقالت: أُحب أن أسلِّم هذا المال من يدٍ إلى يد أبي القاسم بن روح، قال: فأنفذني معها أترجم عنها، فلما دخلتْ على أبي القاسم رضي الله عنه أقبل يكلمها بلسانٍ آبيٍّ فصيح، فقال لها: ” زينب! چونا، خويذا، كوابذا، چون استه ” ومعناه كيف أنتِ؟ وكيف كنتِ؟ وما خبر صبيانك؟ قال: فاستغنت عن الترجمة، وسلمت المال، ورجعت)) [كمال الدين وتمام النعمة، ص503 – 504، تـ. علي أكبر الغفاري].
الرواية الثانية: ‏روى الشيخ الصدوق (ره) أيضًا بسنده، عن الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي، أنه قال:‏ ((كنت ببخارى، فدفع إليّ المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبًا، وأمرني أنْ أسلِّمها بمدينة ‏السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح – قدس الله روحه – فحملتها معي، فلما بلغتُ آمويه ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك، ولم أعلم بذلك حتى دخلتُ مدينة السلام، فأخرجتُ ‏السبائك لأسلمها، فوجدتها قد نقصت واحدة، فاشتريتُ سبيكة مكانها بوزنها، وأضفتُها إلى التسع ‏السبائك، ثم دخلتُ على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح – قدس الله روحه – ووضعت السبائك ‏بين يديه، فقال لي: خذ تلك السبيكة التي اشتريتَها – وأشار إليها بيده – وقال: إن السبيكة التي ‏ضيَّعتها قد وصلت إلينا، وهو ذا هي، ثم أخرج إليَّ تلك السبيكة التي كانت ضاعتْ مني بآمويه، ‏فنظرت إليها فعرفتها…)) [المصدر السابق، ص518 – 519].‏
الرواية الثالثة: روى الشيخ الطوسي (ره) في كتابه “الغيبة” بإسناده عن الصفواني، أنه قال: ((وافى الحسن بن علي بن الوجناء النصيبي سنة ثلاثمائة، ومعه محمد بن الفضل الموصلي، وكان رجلًا شيعيًّا غير أنه ينكر وكالة أبي القاسم بن روح (رض) ويقول: إن هذه الأموال تخرج في غير حقوقها!!
فقال الحسن بن علي الوجناء لمحمد بن الفضل: يا ذا الرجل؛ اتقِ الله، فإن صحة وكالة أبي القاسم كصحة وكالة أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر، وكنا حضرنا للسلام عليهما، وكان حضر هناك شيخٌ لنا يُقال له: أبو الحسن بن ظفر، وأبو القاسم بن الأزهر، فطال الخطاب بين محمد بن الفضل وبين الحسن بن علي، فقال الحسن بن علي الوجناء: أبيّن لك ذلك بدليلٍ يَثبت في نفسك، وكان مع محمد بن الفضل دفترٌ كبيرٌ، فيه ورق طلحيّ مجلَّد بأسود، فيه حساباته، فتناول الدفتر الحسن، وقطع منه نصف ورقة، كان فيه بياض، وقال لمحمد بن الفضل: ابروا لي قلمًا!! فبرى قلمًا، واتفقا على شيءٍ بينهما، لم أقف أنا عليه، وأَطْلع عليه أبا الحسن بن ظفر، وتناول الحسن بن علي الوجناء القلم، وجعل يكتب ما اتفقنا عليه في تلك الورقة بذلك القلم المبريّ بلا مِداد!! ولا يؤثر فيه، حتى ملأ الورقة، ثم ختمه، وأعطاه لشيخٍ كان مع محمد بن الفضل أسود يخدمه، وأنفذ بهما إلى أبي القاسم الحسين بن روح، ومعنا ابن الوجناء لم يبرح، وحضرتْ صلاة الظهر، فصلينا هناك، ورجع الرسول، فقال: قال لي: امضِ فإن الجواب يجيء!! وقُدِّمت المائدة، فنحن في الأكل إذ ورد الجواب مكتوب بمداد عن فصل فصل!! فلطم محمد بن الفضل وجهه، ولم يتهنأ بطعامه، وقال لابن الوجناء: قم معي، فقام معه حتى دخل على أبي القاسم بن روح، وبقي يبكي، ويقول: يا سيدي أقلني!! أقالك الله؛ فقال أبو القاسم: يغفر الله لنا ولك إن شاء الله)) [الغيبة، للشيخ الطوسي، ص315-317، ط. مؤسسة المعارف الإسلامية – قم المقدسة].
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.