السائل
سامي الدليمي
السائل
سامي الدليمي
روى الرافضة في أمهات مصادرهم أن أئمتهم يهود فالعياشي الرافضي يروي في تفسيره عن هارون بن محمد الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}، قال: هم نحن خاصة. تفسير العياشي ج1/44.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
تفسير العياشي ليس من أمهات المصادر الشيعية، والرواية لم يرد لها ذكر في كتبهم المعتبرة، وهي ضعيفة بالإرسال وجهالة هارون بن محمد الحلبي، حيث لم يذكره أصحاب الرجال والتراجم في كتبهم، قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركاته: ((هارون بن محمد الحلبي: لم يذكروه. روى العياشي ج1/44، عنه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}، قال: هم نحن خاصة)) [مستدركات علم رجال الحديث، ج٨، ص125].
بل أن تفسير العياشي لم يثبت اعتباره للإرسال، قال السيد الخوئي (قدس سره) في مصباح الفقاهة: ((اعلم أن صاحب التفسير أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي، وإن كان ثقة صدوقا عينا من عيون هذه الطائفة وكبيرها، ولكن لم يثبت لنا اعتبار التفسير للإرسال. قال المحدث الحر في خاتمة الوسائل في الفائدة الرابعة: كتاب تفسير القرآن لمحمد بن مسعود العياشي، وقد وصل إلينا النصف الأول منه، غير أن بعض النساخ حذف الأسانيد واقتصر على راو واحد. وفي البحار 1: 28: كتاب تفسير العياشي، روي عنه الطبرسي وغيره، ورأينا منه نسختين قديمتين، وعد في كتب الرجال من كتبه لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار، وذكر في أوله عذرا هو أشنع من جرمه. وقال الشيخ (رحمه الله) في رجاله ممن لم يرو عنهم (عليهم السلام) (الرجال: 440، الرقم: 6282): محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي يكني أبا النضر، أكثر أهل المشرق علما وأدبا وفضلا وفهما ونبلا في زمانه، صنف أكثر من مائتي مصنف ذكرناها في الفهرست، وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام (عليهم السلام). وقال النجاشي (الرجال:350، الرقم: 944) أبو النضر المعروف بالعياشي، ثقة صدوق عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروى عن الضعفاء كثيرا، وكان في أول أمره عامي المذهب، وسمع حديث العامة فأكثر، ثم تبصر وعاد إلينا)) [مصباح الفقاهة، ج١، ص٦٩].
على فرض اعتبار التفسير المذكور وصحة الرواية المذكورة، فإن لفظ (إسرائيل) معناه عبد الله، وخاصة الله، وصفي الله، فقد قال القرطبي في تفسيره: ((ومعنى إسرائيل: عبد الله. قال ابن عباس: إسرا بالعبرانية هو عبد وائل هو الله… وقال السهيلي سمي إسرائيل لأنه أسرى ذات ليلة حين هاجر إلى الله تعالى فسمي إسرائيل أي أسرى إلى الله ونحو هذا فيكون بعض الاسم عبرانيا وبعضه موافقا للعرب)) [تفسير القرطبي، ج1، ص331].
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره: ((اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ويقولون معنى إسرائيل عبد الله لأن “إسرا” في لغتهم هو العبد و”إيل” هو الله)) [تفسير الرازي، ج٣، ص٢٨].
ونقل الفيروزآبادى عن المتكلمين قولهم: ((إِسْرائيل إِسْر بالسّريانية: الصَّفىّ والخاصَّة، وإِيل بلغتهم: اللهُ، فمعناه صَفىُّ الله وخاصَّتُه)). [بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، ج6، ص43].
وقال الزمخشري: ((إِسْرائِيلَ هو يعقوب عليه السلام لقب له، ومعناه في لسانهم: صفوة اللَّه، وقيل عبد اللَّه)) [تفسير الكشاف، ج1، ص130].
قال ابن الجوزي: ((اسرائيل: هو يعقوب، وهو اسم أعجمي. قال ابن عباس: ومعناه: عبد الله. وقد لفظت به العرب على أوجه، فقالت: إسرائل، وإسرال، وإسرائيل. وإسرائين)) [زاد المسير، ج1، ص59].
إذا عرفت أن معنى (إسرائيل) هو عبد الله، فنقول: إن العياشي روى – أيضاً – في تفسيره المذكور أن إسرائيل اسم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد روى عن أبي داود عمن سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((انا عبد الله اسمى أحمد، وأنا عبد الله اسمى إسرائيل، فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني)). [تفسير العياشي، ج١، ص٥١].
يعني (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّ ما ورد بشأن إسرائيل وذرّيّته، من فضيلة ونعم فضّلهم اللّه بها، فهو إنّما ورد باعتبار أنّه عبد للّه – حيث ذلك هو مفاد لفظة إسرائيل العبريّة – وبذلك يعمّ كلّ عبد صالح أخلص العبوديّة للّه، فيشمله وذرّيّته الطيّبة ذلك الإنعام والإفضال.
وأنا – بسمتي عبد للّه: إسرائيل – كنت الأحرى بهذا الشمول. [انظر: التفسير الأثري الجامع، للشيخ معرفة، ج3، ص14].
وقال العلّامة المجلسي في البحار: ((لعلّ المعنى أنّ المراد بقوله تعالى: {يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ}، في الباطن (أي الفحوى العامّ المستفاد من لحن الآية) هم آل محمّد عليهم السّلام لأنّ إسرائيل، معناه: عبد اللّه.
وأنا ابن عبد اللّه. وأنا عبد اللّه، لقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}، فكلّ خطاب حسن يتوجّه إلى بني إسرائيل في الظاهر، فهو يتوجّه إليّ وإلى أهل بيتي في الباطن)) [بحار الأنوار، ج24، ص397-398، بيان تحت رقم 119].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.